محاضرة: الاحتفاء بضيوف الرحمن - الحج وميناء مدينة جدة العالمي

التاريخ: 2019-03-12

محاضرة عامة | | 2019-03-12

عقد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان: "الاحتفاء بضيوف الرحمن.. الحج وميناء مدينة جدة العالمي" قدمتها أولريكه فريتاج، مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة، وأستاذ معهد الدراسات الإسلامية بجامعة برلين الحرة، ألمانيا، وذلك في الرياض مساء الثلاثاء 5 رجب 1440هـ/ 12 مارس 2019م، بحضور أمين عام المركز د. سعود السرحان، وعدد من الباحثين والمهتمين بهذا المجال، وأدار المحاضرة د. محمد التويجري.

وفي بداية المحاضرة تساءلت الباحثة التاريخية عن السبب وراء استقبال مدينة ساحلية صغيرة مثل جدة في القرن التاسع عشر الميلادي، لأكثر من 100 ألف حاج تقريباً خلال موسم الحج، وكيف استطاعت احتضان مثل هذا التنوع من الحجاج القادمين من ثقافات مختلفة ومن أنحاء العالم، في الوقت الذي كان يبلغ تعداد سكانها 15 ألفاً تقريباً. وأجابت عن ذلك من خلال إلقاء الضوء على أهمية ميناء جدة، الذي كان يعد ميناءً رئيساً للتجارة، وكذلك استقبال الحجاج عبر البحر الأحمر؛ حيث احتلّت جدة موقعاً استراتيجيّاً. مشيرة بعد ذلك إلى أن ميناء جدة فقد أهميته كميناء لتوقف السفن بسبب تطور صناعة السفن واكتشاف السفن البخارية التي صارت تربط ما بين ميناء عدن والسويس من دون التوقف في جدة كما كان سابقاً؛ حيث تأثرت التجارة، ولكن في الوقت نفسه حدثت زيادة في أعداد الحجاج بسبب سهولة وسرعة السفر أكثر من السابق.

وذكرت الباحثة فريتاج أهمية ميناء مدينة جدة بوصفه محطة أولى للوصول إلى مكة، مقدّمة لمحات من استقبال الحجاج القادمين من أنحاء كثيرة من حول العالم، ووسائل تنقلهم واستضافتهم في كلٍّ من جدة ومكة؛ حيث ذكرت الدور الذي تقوم به بيوت الاستضافة في هذا الجانب؛ مثل بيت نصيف، وغيره من دور الضيافة المنتشرة في المدينتين.

وأضافت مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة أن الحج كان منظماً من خلال عمل مؤسسات الطوافة، جنباً إلى جنب مع مؤسسات أخرى كانت مسؤولة عن تأمين الإقامة والتنقل بين مكة وميناء جدة، إضافة إلى تنظيم السفن وترتيب السفر ومغادرة الحجاج بعد انتهاء موسم الحج. واستعرضت أنواع السكن والضيافة في مكة قديماً؛ أنواعها ومواقعها. كما تطرقت إلى المحمل؛ وهو الموكب الذي كان يصل في كل عام إلى جدة في طريقه إلى مكة حاملاً كسوة الكعبة، والاحتفالات التي ترافقه حتى وصوله.

وختمت الباحثة محاضرتها بالحديث عن الانفتاح الذي تمتّع به سكان مدينة جدة، والذي ساعد في تقبل إقامة حجاج يمثلون ثقاقات متعددة ومختلفة، وساعد على عيشهم واندماجهم حتى أصبحوا جزءاً لا يتجزّأ من المجتمع المحلي في جدة؛ مما جعلها مدينة عالمية.