إصدار كتاب بيان مراحل الحج



صدور كتاب (بيان مراحل الحج من تلو)
صدر حديثًا كتاب "بيان مراحل الحج من تِلُو: رحلة مصطفى فقير الله العباسي إلى الحج" عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بتحقيق الدكتور يحيى محمود بن جنيد على نسخته الوحيدة، في مجلد من القطع المتوسط في (312) صفحة.
ومؤلفه هو: مصطفى بن عبدالقادر الثاني بن إسماعيل فقير الله التلوي العباسي، (1135- 1212هـ)، من أسرة علم، ولد في قرية "تلو" من مدينة "اسعرد" المشهورة الواقعة في جنوب تركيا حاليًا.
ويُعدُّ هذا الكتاب أحد الكتب المصنَّفة في الرحلات؛ التي تفيد في تقديم صورة تكون –إلى جانب وضوحها وشمولها- مباشرةً، عن جغرافية الأماكن المُزارَة، والأوضاع الاجتماعية، والدينية، والاقتصادية لساكنيها؛ مما يجعل قارئها يعود بعقله مئات السنين ليعيش لحظات الرحلة في زمنها بكل تفاصيلها، وعادات وتقاليد الناس آنذاك، التي نسخها الزمن بعادات وتقاليد أخرى. 
ويمثل قوامَ هذا الكتاب: مقدمة المحقق، وسبعة أبواب للمؤلف. 
قام المحقق في مقدمته بعرض تمهيدي؛ بدأه بتناول خصائص كتب الرحلات على وجه العموم، والتأليف فيها، ومدى الاستفادة منها التي لا تقتصر على الجانب التاريخي فحسب، بل هي عظيمة النفع على الصعيد الجغرافي أيضًا. كما تناول أهميتها، وتحدث عن نوعية المعلومة، كما أشار إلى أن من وجوه جمالها وأهميتها: أنها تمثل في الغالب نقطة التقاء بين زمنين متباعدين؛ فهي تربط الناس في زماننا الحاضر بأزمنة سالفة سبقتهم. فيَعْتَبِر الإنسان منها ويأخذ ما يفيده من عظاتها في توجيه حياته.
ثم خصَّ بالحديث الرحلات إلى الأماكن المقدسة (الدينية) بصفة عامة، وأنها لا تقتصر على المسلمين فحسب؛ بل هي شائعة عند أصحاب الديانات المختلفة، ثم جاء فزاد في تخصيص حديثه بتناول كتب الرحلة التي تصف زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وعمل المحقق على عقد ترجمة قصيرة تفي بالغرض، عرف فيها بالمؤلف وبالرحلة التي قام بها، وبدايتها ونهايتها، كما ألقى الضوء على طبيعة اللغة التي كتبت بها، موضحًا تأثر لغة الكاتب بلغة الأكثرية الكردية والتركية آنذاك، مستشهدًا بنصوص مقتبسة من داخل الكتاب. ولم تغفل هذه المقدمة –رغم قصرها- تقويم ما جاء في هذه الرحلة وردّ ما كان متعارضًا مع عقيدة التوحيد. إلى جانب ذلك تناول الحديث عن الأسلوب الوصفي الذي انتهجه المؤلف في سرد الأحداث والمشاهد، وغناها بأسماء المدن والقرى، ووصف الحرمين الشريفين آنذاك.
ومن الجدير بالذكر أن الرحلة بدأت من تلو إلى بلاد الحرمين في يوم (22/ شعبان/ 1177هـ)، وانتهت بالعودة يوم (20/ رجب/ 1178هـ)، فاستغرقت ما يقارب العام.
وفي أثناء هذه المدة مرَّ صاحب الرحلة بمواقف وأحداث كثيرة، أجاد في وصفها وتصويرها أيَّما إجادة، ودقق في تفاصيل الأشخاص والأماكن أيما تدقيق.
وفي الأبواب السبعة: تسلسل في عرض مراحل الرحلة؛ فقد خُصِّص كل باب لمرحلة من تلك المراحل؛ بدأها بوصف الانتقال من بلدته (تلو) حتى وصوله إلى (ديار بكر)، وفي الثاني وصف لانتقاله من (ديار بكر) إلى (حلب الشهباء)، حتى انتهى به المطاف في البابين السادس والسابع في المدينة ومنها إلى مكة المكرمة.