لماذا هذه المرة الأمر مختلف


د. سعود السرحان

كان عام 1979م متميزاً ومهماً في العالم الإسلامي الذي شهد آنذاك حدثان بارزان: ثورة إيرانية ناجحة أطاحت بنظام الشاه العلماني واستبدلته بنظام سياسي شيعي إسلاموي بقيادة آية الله الخميني، وغزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان. وخوفاً من موجة الالحاد المفترض الذي صاحب الاشتراكية والمشاعر المعادية للمسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، أستلهمت الجماعات المسلحة النموذج الثوري الإيراني، كما استلهمت قراءتها الحديثة للجهاد- أو الحرب المقدسة- التي اكتسب رواجاً عالمياً بين شباب المسلمين. لم تكن ظاهرة المجاهدين  مستوحاة من الإسلام الخميني فقط، ولكن من تصاعد شعبية الإسلام السياسي السني خاصة في العالم العربي عبر نموذج جماعة الإخوان المسلمين، التي تسللت إلى مختلف الأجهزة الإدارية، والتعليمية، والدينية، والحكومية في العالم العربي بعد نفيها من مصر في أواسط القرن العشرين. كما أعطى حدث ثالث وقع في السعودية هذا العام أهميته: فلأول مرة منذ إخماد ثورة المتعصبين القبليين من الإخوان في العشرينيات من القرن العشرين، احتل متعصب يدعى بالمهدي (المنتظر) الحرم المكي لمدة أسبوعين.


الترجمة العربية غير متوفرة حالياً