محاضرة: التطورات في الشرق الأوسط - التحديات والفرص

التاريخ: 2016-12-11

محاضرة عامة | | 2016-12-11

في محاضرة بمركز الملك فيصل عن «التحديات والفرص في الشرق الأوسط»
غزالي رئيس حكومة الجزائر الأسبق يدعو المملكة لتوطيد علاقتها بالمعارضة الإيرانية

دعا رئيس حكومة الجزائر الأسبق سيد أحمد غزالي إلى توطيد العلاقة بين المملكة العربية السعودية والمعارضة الإيرانية، مؤكّداً استمرار الاتصالات بين المملكة والمعارضة الإيرانية عشر سنوات قبل أن تتوقّف عام 1996م. واقترح غزالي أن تكون مرجعية هذه العلاقة هي الخطاب المفتوح الذي وجّهه صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخّراً؛ لأنه خطاب عربي من رجل دولة.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان: (التطورات في الشرق الأوسط: التحديات والفرص)، نظّمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أمس الاثنين 27 ربيع الأول 1438هـ/ 26 ديسمبر 2016م في قاعة المحاضرات الرئيسة بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض وسط حضور كبير من المختصّين بالشؤون السياسية والخبراء والأكاديميين وسفراء الدول الأجنبية والشخصيات العامة، وتناول فيها معاليه دور إيران الحالي في المنطقة، قائلاً: «نعيش وضعاً صعباً في المنطقة العربية؛ بسبب تدخّلات القوى الخارجية للسيطرة على الدول العربية ودعم الإرهاب في بلادنا، ويجب على النخب والقوى العربية والإسلامية أن تعرف مدى خطورة النظام الإيراني؛ فالخطر ليس ضد الشعوب العربية فقط، وإنما يمتدّ إلى أمن العالم واستقراره، والأدهى من ذلك أن نظام الملالي يدّعي أنه نظام مسلم، بينما الحقيقة أنه النظام الأكثر قتلاً في العالم؛ فالخميني أعدم 30 ألف سجين بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية».
وأكّد غزالي أن إيران تسعى إلى تقسيم المملكة العربية السعودية، وأخذ مكانتها في المنطقة، وأن نظام البعث العراقي كان يرغب في تحجيم المملكة وإقصائها، وضرب مثالاً لذلك بقضية أسعار البترول، قائلاً: «النفط قضية حيوية للمملكة من ناحية جيوإستراتيجية وتقنية ومالية واقتصادية وسياسية، وقد تعاملتُ خلال عملي ممثّلاً لدولة الجزائر في منظمة أوبك مع المملكة وإيران، والغريب أن إيران ونظام البعث في العراق كانا يعلنان أنهما يريدان ارتفاع أسعار البترول، لكنهما في الحقيقة كانا يبيعان النفط من وراء المملكة بسعر منخفض عن السعر الذي تعلنه المنظمة».
وحذّر رئيس حكومة الجزائر الأسبق من الوقوع في فخّ النزاع الفارسي- العربي، أو الشيعي- السني، مؤكّداً أن الخلاف مع إيران ليس دينياً، وإنما هو خلاف سياسي للسيطرة على الدول العربية، وأن وقوف بعض الدول العربية مع إيران خطأ فادح، مشيراً إلى التوازن الذي كانت تشهده المنطقة في ظلّ وجود إيران والعراق لحماية الجزيرة العربية من النفوذ الإيراني، قبل أن تُخطئ الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠٣م وتسلّم العراق هديةً لإيران.
وأضاف غزالي أن التدخّل الروسي ليس جديداً على المنطقة العربية؛ فهي قوة عظمى تحاول توسيع نفوذها في المنطقة، لكنها تتعامل مع الأنظمة الديكتاتورية، مثل: نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه، والنظام الإيراني، مؤكّداً أن الغرب طالب في البداية برحيل بشار الأسد، والآن تغيّر موقفه، ويدعو إلى التفاهم والتفاوض معه. وشدّد غزالي على أنه لا ينتظر أيّ أمل من وراء التدخل الروسي في سوريا ودعم نظام بشار، مُستشهداً بالتدخلات الفرنسية التي أضرّت بليبيا بسبب تعامل فرنسا مع نظام ديكتاتوري؛ فالرئيس الفرنسي السابق ساركوزي لم يتدخّل لحماية الشعب الليبي، بل لحماية مصالح فرنسا فقط.
وكشف غزالي أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لا يستطيعون الهجوم على دولة يحميها شعبها؛ لذلك يجب الاعتماد على حماية الشعوب للدول والأنظمة الحاكمة؛ لأن الحماية الخارجية لا جدوى منها. وأكّد غزالي أن حلّ مشكلات المنطقة يكون بقطع العلاقات مع الدول التي ترعى الإرهاب باسم الدين، مستبعداً أن يكون هناك مجال لوحدة عربية أو إسلامية إلا بعد تأسيس دول مؤسّسات، وترتيب بيوتنا من الداخل، ثم التحرّك باتجاه الوحدة؛ لأننا لم نصل إلى مرحلة احترام القانون ومؤسسات الدولة بعدُ؛ فالعواطف وحدها لا تكفي لتوحيد العرب.