الأمير تركي الفيصل: أخشى أن تصيب ترامب نشوة الانتصار غير المتوقّع

التاريخ: الخميس، 13 أكتوبر 2016م

خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لحوار المنامة 2016م

الأمير تركي الفيصل: أخشى أن تصيب ترامب نشوة الانتصار غير المتوقّع

أكّد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل -رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية- أن الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية تشهد كثيراً من التصريحات التي يتمّ التراجع عنها فيما بعدُ، وأن «ما تعلّمناه من نتائج الانتخابات الأميركية هو أن ننتظر الأفعال، ولا نستمع إلى الأقوال»، وأبدى سموّه خشيته من أن «تصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نشوة الانتصار غير المتوقّع في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن يظنّ نفسه فقط هو مَن صنع نجاحه في هذه الانتخابات على خلاف جميع التوقّعات التي واكبت العملية الانتخابية، وأن تدفعه هذه النشوة إلى عدم التراجع عن بعض الأفكار والتوجّهات التي أعلنها خلال حملته الرئاسية».

وطالب الأمير تركي الفيصل في كلمته بالجلسة الافتتاحية لحوار المنامة 2016م، التي حملت عنوان: (السياسة الأمريكية ومستقبل الشرق الأوسط)، الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بوضع برنامج جادّ للحدّ من طموح إيران السياسي، وجعل الاتفاق النووي بين دول الـ(5+1) وإيران خطوة أُولى مرحلية لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقةً خاليةً من أسلحة الدمار الشامل، نافياً أن تكون هناك مصلحة في الوقت الراهن وراء إلغاء هذا الاتفاق، خصوصاً أن العالم كلّه يعلم أن الاتفاق يمنع إيران من إنتاج السلاح النووي خلال مدّته التي تبلغ 15 عاماً، لكن المشكلة هي بعد انتهاء مدة الاتفاق؛ لذلك فعلى العالم كلّه، وليس الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، أن يتحسّب لهذا اليوم، خصوصاً دول المنطقة؛ لأن طهران لم تُثبت يوماً أنها دولة مسالمة ومتصالحة في تعاملها مع جيرانها في المنطقة، بل تدخّلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة تزداد يومياً، وليس أدلّ على ذلك من تصريحات بعض قادتها عن تحكّمهم في أربعة عواصم عربية، وأن جيوش إيران العسكرية تنتشر في العالم العربي، وأن بغداد هي العاصمة الأصلية للحضارة الفارسية، وغير ذلك من تصريحات غير مطمئنة.

وكان الأمير تركي الفيصل قد شارك في الجلسة الافتتاحية لحوار المنامة 2016م، الذي انطلق في مملكة البحرين أمس الجمعة 10 ربيع الأول سنة 1438هـ/ 9 ديسمبر 2016م، وشارك مع سموه في الجلسة كلّ من: الجنرال ديفيد بترايوس الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وإياد علاوي نائب رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء الأسبق، وآلان ليبسون الرئيس الأسبق لمجلس الاستخبارات الأمريكية، وأدارت الجلسة الإعلامية فضيلة السويسي من قناة سكاي نيوز عربية.

وتُقام فعاليات الدورة الثانية عشرة من (حوار المنامة) على مدى ثلاثة أيام، بحضور عددٍ كبيرٍ من وزراء الخارجية والدفاع لدول عربية وأجنبية وآسيوية، ومستشارين ومسؤولين أمنيين وعسكريين، وخبراء في الشؤون الدولية. وتركّز هذه النسخة من الحوار في قضايا أمن المنطقة والمتغيّرات الإقليمية بها؛ مثل: النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، وهيكل الأمن الإقليمي، والسياسات الأمريكية المستقبلية تجاه المنطقة، والصراع في سوريا والعراق، وعدم الاستقرار في ليبيا واليمن، والتعاون الدولي ضد الإرهاب، وقضايا مكافحة التطرف، والعلاقات الخليجية الآسيوية.

ويوفّر حوار المنامة، الذي تنظّمه وزارة الخارجية البحرينية سنوياً بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ببريطانيا، فرصاً مهمةً لتلاقى الأفكار وتبادل الخبرات بين صنّاع القرار والقيادات الأمنية للخروج برؤية شاملة، وأطر متكاملة، قادرة على مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها دول المنطقة، ووضع خريطة طريق لحلّ أزماتها بما يتوافق مع المعطيات الراهنة.