شارك مركز الملك فيصل في الدورة السادسة من منتدى السلام العالمي في الصين

التاريخ: الخميس، 29 يونيو 2017م

شارك مركز الملك فيصل في الدورة السادسة من منتدى السلام العالمي في بكين، الصين حيث أكد د. سعود السرحان الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن الصراع العربي - الإسرائيلي يعد من أهم المشكلات الرئيسة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، ولن يكون هناك سلام كامل في المنطقة بدون التوصل لحل شامل لهذا الصراع يتمثل في مبادرة السلام العربية في الشرق الأوسط التي طرحت عام 2002م في القمة العربية في بيروت، ونالت تأييدًا عربيًّا، وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية ومعترف بها دوليًّا على حدود 1967م، وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.

وأشار السرحان -خلال مشاركته في جلسة نقاشية حول صنع السلام في الشرق الأوسط ضمن فعاليات الدورة السادسة من منتدى السلام العالمي التي أقيمت تحت عنوان "مواجهة تحديات الأمن العالمي: تكاتف الجهود، تحمل المسؤولية، تحقيق الإصلاح" بتنظيمٍ من جامعة تسينغهوا الصينية ومعهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية-؛ إلى وجود ثلاث مشكلات رئيسة مهمة تواجهها منطقة الشرق الأوسط؛ تتمثل أُولاها في الصراع العربي - الإسرائيلي، مشددًا على أن الوقت قد حان لإيجاد حلٍّ لهذه المشكلة التي طال أَمَدها. ولفت السرحان إلى أنه بعد مرور نحو 15 عامًا على طرح هذه المبادرة الشاملة والعادلة لم يأتِ أي رد عليها من إسرائيل بالقبول أو الرفض، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لحملها على الجلوس إلى الطاولة لمناقشة المبادرة؛ لأنها تمثل أفضل سبيل إلى حل هذا الصراع الطويل.

وأضاف السرحان أن المشكلة الثانية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط تتمثل في ضعف الدولة القومية وفي نفس الوقت وجود العديد من اللاعبين الذين يقومون بأداء أدوار مختلفة يفترض أن الدولة القومية تقوم بها، وهم أشبه بميليشيات مثل الحوثيين في اليمن، والميليشيات في العراق، مشيرًا إلى أن مثل هؤلاء اللاعبين يملكون جناحًا عسكريًّا وأحزابًا سياسيةً في البرلمان، ولهذا فمن الأهمية بمكان تدعيم وتقوية دور الدول القومية في المنطقة؛لأن ذلك من شأنه وقف كثير من الصراعات الحاصلة الآن.

وانتقل السرحان خلال مشاركته إلى الحديث عن المشكلة الثالثة التي تكمن في قضية الإرهاب التي تعد عَرَضًا من أعراض ضعف الدولة القومية؛ لأنه بمجرد أن تكون هناك دولة قومية قوية كما هو حاصل في بعض الدول العربية الكبرى، يصبح الإرهاب ضعيفا للغاية.

ونوه السرحان إلى وجود العديد من السبل لمكافحة الإرهاب؛ أولها -وهو عاجل وملحّ- يتمثل في محاربته عسكريًّا لإلحاق الهزيمة بميليشياته وعناصره وتقديمهم للعدالة، وثانيها من خلال مكافحة الأيديولوجيا التي تحملها الجماعات المتطرفة التي تقف وراء الإرهاب وزعزعة الاستقرار.

واختتم الأمين العام للمركز د. سعود السرحان مشاركته بالإشارة إلى ضرورة حماية المدنيين العُزَّل من جميع أنواع الصراعات والحروب، مؤكدًا -على وجه السرعة- على الأهمية الكبرى في وقف عمليات إراقة الدماء وحماية المدنيين في سوريا، مشيرًا إلى أن ذلك يجب أن يكون أول ما يطرح على الطاولة قبل الحديث عن أي حلول سياسية حول مستقبل سوريا.

وضمت الجلسة النقاشية -إضافة للسرحان- السيد "وو سي كه" المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط ونائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية، و"باسكال بونيفاس" مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية، و"كورتونوف أندري" مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية، الذين قدَّموا عدة رؤى حول صنع السلام في الشرق الأوسط، يأتي في مقدمتها عدم تهميش القضية الفلسطينية نظرًا لكونها قضيةً محورية تؤثر منذ أمد طويل على الوضع العام بالمنطقة، ولا يزال المجتمع الدولي يشعر بقلق بالغ حيالها، وعدم ربط الإرهاب بأمة أو دين معين، إضافة إلى مسألة التنمية وارتفاع معدلات البطالة؛ وهي المشكلات التي تحمل أهمية بالغة في حل قضايا الشرق الأوسط، فلا استقرار بدون تنمية ولا تنمية بدون استقرار، كما شددوا على أن استقرار مصر يمثل ثقلًا ينعكس إيجابًا على جميع دول المنطقة.