عام مضى - وضع الحملة الروسية في سوريا


في نهاية شهر سبتمبر عام 2015م، صعدت روسيا بشكل علني إلى الواجهة كقوةِ تدخلٍ في سوريا. ومنذ ذلك الحين تمكنت القوات الموالية للأسد من إعادة إنشاء موطئ قدم عسكرية متينة، واستعادة مساحات شاسعة من الأراضي، وأمَّنت ما أصبح الآن منطقة تأثير علوية بلا منازع على طول البحر الأبيض المتوسط، تشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس، وتمتد جنوباً على طول الحدود السورية- اللبنانية إلى العاصمة دمشق. إن السمة الأكثر لفتاً للانتباه في مشاركة روسيا العسكرية تنبع من الاستهجان المتكرر لرعونة تصرفاتها؛ إذ قدمت التحركات الدبلوماسية المتقلبة التي تتصف بالرشاقة وسرعة الخطى لموسكو مجالاً للمناورة، وخلق وقائع على الأرض؛ مما وضع المحلّلين والقوى الدولية في حيرة حول مقاصد الكرملين على المدى الطويل.