تجفيف المستنقع؟ تحدي مصر العسير في احتواء التمرد في سيناء


د. سعود السرحان و سيباستيان ماير

في 24 نوفمبر 2017م، شنَّ مقاتلون مسلحون هجومًا منسقًا على جامع الروضة في بلدة بئر العبد شمال محافظة سيناء؛ وهو أكبر تجمع صوفي في المحافظة، أثناء أداء المصلين لصلاة الجمعة. بلغت فيه حصيلة القتلى 305 أشخاص و100 جريح.

يشكل هذا العمل الهمجي بمعطياته كافة أكثرَ الأعمال الإرهابية بشاعةً في تاريخ مصر الحديث، وهو بمثابة تذكير تَقْشَعِرُّ منه الأبدان بمقدرة الفاعلين على مزج الهجمات الانتحارية التقليدية مع تكتيكات متزايدة التعقيد؛ فقد قيل: إن الهجوم اشترك فيه أكثر من ثلاثين معتديًا يعملون بطريقة منسقة؛ حيث فجر أحدهم نفسَه داخل الجامع وقام الباقون بإطلاق النار على المصلين، الذين حاولوا الهروب، كل ذلك مع مراقبتهم وإغلاقهم للشوارع المجاورة واستهداف سيارات الإسعاف التي هرعت إلى الموقع؛ حسبما أفادت التقارير.

شكلت شبه جزيرة سيناء في السنوات الأخيرة، وخاصة الشريط المجاور لمدينة العريش الساحلية؛ ساحةً لعدة هجمات مسلحة؛ ففي عام 2015م وقع فيها تفجير انتحاري، وإطلاق نار على منتجع (سويس إن) في العريش. وقبل ذلك في أكتوبر 2014م ومارس 2016م، تم استهداف نقاط تفتيش أمنية أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الأمن في الشرطة والجيش. وفي كل مرة تبنَّى فرع الدولة الإسلامية في العراق والشام (ولاية سيناء) هذه الهجمات. بما في ذلك ما وقع في عام 2015م عندما أُسقطت طائرة ميتروجت الروسية في رحلتها ذات الرقم (9268)، المغادِرة من منتجع شرم الشيخ لتسفر عن مقتل 224 راكبًا والطاقم المرافق.


(الترجمة العربية غير متوفرة حالياً)