هارون الرشيد وخلافته: عند مؤرخي القرنين الثالث والرابع (دراسة في المنهجية)
المؤلف أيمن سليمان التميمي
السنة 2009
الطبعة 1
اللغة عربي
الغلاف عادي
السعر 32 ريال
تفاصيل المنتج
السلسلة
المجال
عن الكتاب

يبحث الكتاب في ظاهرة التأريخ لشخصية هارون الرشيد التي حظيت باهتمام وشهرة عند المؤرخين والباحثين، لكنها في ذات الوقت أربكتهم بحيث باتت التصورات عنه تتّسم بالتناقض والاختلاف والتباين في الرؤى والمواقف. ويرى المؤلف أن الاهتمام بحقبة هارون الرشيد كان بسبب توقيت خلافته التي وسمت لدى طائفة من المؤرخين بمثلث العصر الذهبي للدولة العباسية، ونهاية مرحلة الاستقرار السياسي والاقتصادي بسبب ما تلاها من أزمات وصراعات، وبخاصة ما حدث بين الأمين والمأمون. حرص المؤلف على استعراض المصادر التاريخية المبكّرة مبينًا أوجه التشابه والاختلاف فيما بينها، إضافة إلى الفراغات التي تخللت رصدها لحقبة الرشيد، وأشاد كثيرًا بتاريخ الرسل والملوك المعروف بتاريخ الطبري لكونه أحد أهم مصادر التاريخ الإسلامي، وقمة ما وصلت إليه الكتابة التاريخية عند العرب، في ظل خلفية الطبري الفقهية والحديثية التي مكنته كما يقول المؤلف من تمحيص الروايات ونقد رواتها وأسانيدها. ويهدف المؤلف إلى قراءة منهجية جديدة لشخصية هارون الرشيد بدراسة المصادر الأصلية ونقدها، ويهتم بالتنقيب وفحص المصادر المبكّرة في التاريخ مستعرضًا إلى جانب ذلك القضايا الشخصية، وسير ولاة عهد هارون الرشيد وبيعتهم، ويختم كتابه بنقد وتمحيص آراء المصادر التاريخية في نظرتها إلى البرامكة. ويؤكد المؤلف في دافعه لكتابة البحث على إحياء القراءة المنهجية بتتبع المصادر الأساسية، كما ينوّه إلى أنه لم يعتزم الوقوف إلى جانب المدافعين أو المعارضين لحقبة هارون الرشيد على الرغم من وجود العديد من الكتابات التاريخية الدفاعية، لكنه فضّل الاحتكام إلى المنهج التاريخي بقواعده الصارمة في فحص آليات تعامل المؤرخين مع أخباره والملفات الرئيسة في خلافته، وبشكل أكثر تخصيصًا بحثت الرسالة في الجوانب الشخصية، وملامح خلافة الرشيد، وولاة عهده، إضافة إلى ملف البرامكة من خلال أدوات المقارنة والبحث في المصادر، مع مراعاة مسائل الاختلاف والنقد التاريخي والإسناد، إضافة إلى ملاحظة حجم المبالغات أو الاختصار والتوسع وتأثيرات ما وصفه المؤلف بـ "التيارات التاريخية" في قراءة حقبة هارون الرشيد في المدونات التاريخية ورواة الأخبار. بجانب القراءة التاريخية والبحث في المصادر اطّلع المؤلف على مصادر مساندة مثل كتب الأدب، وتراجم الرواة والعلماء بهدف التعرف على أهم التصوّرات المختلفة التي تناولت شخصية الرشيد وحقبة خلافته مستعرضًا خلفيات أصحاب تلك المصادر وتوجّهاتهم العقائدية والثقافية في سبيل التعرّف على أسباب الاختلاف والتناقض في تناول شخصية هارون الرشيد التي تعرّضت للتشويه والإساءة حتى قبل ولادته. لفهم أشمل لحقبة هارون الرشيد خصص المؤلف فصلًا لدراسة كُتب العهد بين الأخوين الأمين والمأمون فاحصًا لبنودها وتفاصيلها وفقًا للمصادر التاريخية محاولًا فهم أسباب التباين في تفاصيل روايتها، ومدى تأثير الدعاية المغرضة ضد حقبة الرشيد خصوصًا من التيارات الشعبوية وصعودها في عهد المأمون. في الفصل الأخير من الكتاب تناول المؤلف ملف البرامكة وسماتهم الشخصية، ووظائفهم الإدارية، وجوانب من سيرتهم وأعمالهم؛ إضافة إلى بيان المكانة التي احتلوها في الدولة والتأثيرات الهائلة التي زعمها المؤرخون لأدوارهم وما كالوه من مدائح وأوصاف لسلوكهم وفصاحتهم وصولًا إلى أسباب نكبة البرامكة وما قيل فيها من نبوءات وردود أفعال أتباعهم حيالها كما تتبع الأدب الذي نتج عن ذلك ومنه ما قيل من رثاء أو تصوير لأحوالهم في المصادر التاريخية. أهم نتائج الدراسة تمثلت في نقد اختلاف المصادر التاريخية ومنهجها، والتأثيرات الشعبوية وما وصفه المؤلف بالدعاية المأمونية، إضافة إلى تأثيرات سيطرة تيارات الترف واللهو، ومظاهر حياة البذخ على المصادر الأدبية في إنتاج الأخبار السلبية عن الرشيد التي لا تعكس شخصيته، وإنما السائد في عصره، وهو ما أفقد العديد من المصادر التاريخية حيادها وقدرتها على نقد الأخبار المرسلة التي تعوزها الدقة.

عن المؤلف

الفهرس

معلومات إضافية