محاضرة: المنظور السعودي والأوروبي حول التسامح الديني والتنوع

التاريخ: 2019-10-21

الأمين العام | | 2019-10-21

نظم مركزالملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة، حلقة نقاش ومحاضرة حول التسامح الديني، فتحت عنوان "التحديات والفرص لتعزيز التسامح الديني" أقيمت حلقة النقاش في معهد الفيصل الثلاثاء الماضي، وامتداداً لها أقيمت محاضرة "المنظور السعودي والأوروبي حول التسامح الديني والتنوع"، التي شارك فيها معالي الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والدكتور مايكل بريفت مؤسس المعهد الأوروبي لدراسات الإسلام، في حضور الأمين العام للمركز د. سعود السرحان، وعدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والباحثين والمثقفين، في قاعة المحاضرات بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض الأربعاء 16 أكتوبر2019م الموافق 17 صفر 1441هـ.

وفي بداية المحاضرة، التي قدمها الأمير الدكتور عبدالله بن خالد بن سعود الكبير رئيس إدارة البحوث ورئيس وحدة الدراسات الأمنية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ثمن ميكيلي دورسو سفير الاتحاد الأوروبي جهود كبار العلماء المسلمين في وثيقة مكة التي تعزز القيم الإنسانية النبيلة وتسهم في بناء جسور المحبة بين الأديان والثقافات المختلفة، مشدداً على أننا نتواصل كبشر بعيدا عن الدين والثقافة، وذكر أن أوروبا أصبحت أكثر تعددية فهي مزيج من الأديان والعادات والثقافات مما أسهم في تقوية التسامح والاحترام والتعايش المشترك.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي: "لدينا شراكة عميقة مع مركز الملك فيصل للبحوث في مجال التسامح الديني والتنوع، وهذه بداية وليست نهاية في مجال التسامح الديني والتنوع الثقافي، فالمركز يبني على إرث الملك الفيصل الراحل فيما يخص تعزيز مبادئ التسامح الديني".

ومن جهته، أوضح د. محمد العيسى، أن التسامح من أهم القضايا الفكرية والثقافية بل والسياسية والاجتماعية في عالمنا اليوم؛ نظراً للجدليات التي تثيرها، مفضلاً استخدام مصطلح السماحة الإسلامية عن التسامح لأن السماحة فضيلة مطلقة وليست مقيدة كالتسامح، وذكر أن السماحة في الشريعة تنص على احترام الآخرين والوجود الانساني والأخوة الإنسانية وأيضاً احترام التنوع والاختلاف والتعددية كسمة كونية لا يمكن التصادم معها، وأن ١٠٪ من مكتبسات الإنسانية تكفى لصنع التسامح واحترام التنوع ولكن المشكلة في البعد وعدم الحوار، مؤكدا أن هناك بعض العلماء لم يستوعبوا مفهموم السماحة.

وأضاف: "القرآن لم يكن ضد وجود الأديان الأخرى بل عقد معهم الاتفاقيات والمعاهدات وأسمى اليهود والمسيحيين أهل الكتاب وأحل طعامهم وأجاز الزواج منهم، ومثال على ذلك وثيقة المدينة المنورة التي عقدها الرسول مع اليهود في المدينة وكان وقتها في موقف قوة وهذا دلالة على احترام الإسلام للاختلاف ووجود الأديان حيث شكلت تشريعا لتعامل المسلمين مع الأقليات"، مشدداً على أن بعض آيات القرآن تحدثت عن جزء من أصحاب الأديان وليس الجميع، وأبان أن الأزمة الحالية هي أزمة فهم واحترام بجانب مشكلة تفسير البعض للقرآن دون علم شرعي فالمطلوب لذلك عالم راسخ حسب تعبيره.

وأشار العيسى إلى أن سماحة الإسلام لا تختزل في مفهوم كاتب أو محاضر أو تغريدة أو مؤلف أو تحليل، موضحاً أنه اطلع على بعض كتابات الغربيين وبعض من أصحاب تلك الكتابات لا يفهمون شئ عن الإسلام، وطالب إياهم بالدراسة والبحث، مبيناً أن ما يتردد عن عدم سماحة المملكة فيما يخص عدم وجود دور عبادة لغير المسلمين غير صحيح، وشرح أن المملكة قبلة المسلمين تحتضن المقدسات وفي تاريخ الدولة الإسلامية كان هناك الكثير من دور العبادة لغير المسلمين في العراق ومصر، كما رفض اتهام آيات الجهاد بالحض على العنف.

وزاد: "وقعت رابطة العالم الإسلامي العديد من الاتفاقيات في مجال التسامح والتعددية ومنها؛ اتفاقية مع الفاتيكان وقعت في الرياض، وأخرى للحوار والتسامح الديني مع القيادات اليهودية والمسيحية في باريس مؤخرا، واتفاقية مع الكنيسة في روسيا الاتحادية، وأيضاً وقعنا اتفاقية مع أكبر ثلاث مؤسسات يهودية مستقلة في أمريكا".

أما د. مايكل برفت، فأفاد أن المجتمعات الأوروبية حررت التعامل مع الأديان والدول الأوروبية يتساوى أمامها كل الأديان أو عدم وجود الأديان، وأن الاتحاد الأوروبي تميز بالتعددية الثقافية والدينية، لافتاً إلى أن خطاب داعش كان يستغل عدم انسجام المتدينين مع المجتمعات الغربية، وذكر أن المسلمون بشكل عام لم يحسنوا التعامل مع المجتمعات الأوروبية ولا حتى المسلمين من الجيل الثاني والثالث الأقل تدينا حيث يتم التعامل معهم على أنهم غير مؤمنين.

وقال برفت:"اعتنقت الإسلام قبل سنوات، وهناك فجوة عميقة في تفسير الدين وهو ما يستغله المتشددون ونحتاج للتعددية وهي توجه  إسلامي وقرآني وأيضا مبدأ العدالة الإلهية، ومن الضروري البدء باحترام حقوق الإنسان والعدالة والرحمة والمشاركة واحترام الآخر وليس تجنبه، كما هي الحالة التي نراها في أغلب المجتمعات الإسلامية، فجوهر معنى الدين هو الشورى وتبادل الآراء، والقرآن يدعو للتحالف مع الأديان والثقافات الأخرى ويجب البناء على هذه الآيات ونحن لا نبني إسلاما جديدا بل نفتح أبوابا وإمكانات جديدة للدين.