"الفيصل" تحاور السيد ياسين وتثير أسئلة التنوير


صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل التي تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض. وجاء ملف العدد مكرسًا للتنوير وأسئلته في لحظة شديدة الظلام والدموية يعيشها العرب، وشارك فيه نخبة من أبرز الكتاب والمفكرين، مثل: مراد وهبة، هاشم صالح، كمال عبد اللطيف، سيّار عبد الجميل، إبراهيم البليهي، عبد الباري طاهر، ناجية الوريمي، موريس أبو ناضر، رشيد الخيون، ومحمد الشيباني.
وواكب عدد الفيصل التساؤلات التي أثارها ذهاب جائزة نوبل إلى المغنّي بوب ديلان. كما تقصّت "الفيصل" أسباب إقبال السعوديين على كتب الفلسفة: بحثًا عن بديل للحداثة أم ضرورة لجيل جديد؟ شارك في هذا المحور شايع الوقيان وأميرة كشغري وحمد الراشد وحسن ياغي وعادل الحوشان وغيرهم. وكتب عمر أبو القاسم الككلي عن المثقف الليبي الذي يواجه العنف الطليق. وسلط حبيب بوهرور الضوء على شعرية المرأة الخليجية وفحولة اللغة، متناولًا التجارب الشعرية لهدى السعدي وصالحة غابش وسعاد الصباح وزكية مال الله.
حوار العدد كان مع المفكر المصري السيد ياسين الذي يرى أن صراع الهويات في العالم بلغ حالًا من التوحش، وأن نظام الإخوان لا يختلف عن ولاية الفقيه، مطالبًا النخب السياسية بالتجدد. 
قضية العدد تناولت غياب الإستراتيجية الثقافية في العالم العربي، وأشار مشاركون مثل سعد البازعي ومحمد المنسي قنديل ومحمد عيد إبراهيم وعلوان الجيلاني وآخرين، إلى أن سبب هذا الغياب للإستراتيجية يعود إلى نظرة الأنظمة إلى الثقافة. وقارب أحمد بوقري ثقافيًّا ما آلت إليه "الأوبامية": من "جرأة الأمل" إلى خيبته.
وتضمن العدد تحقيقًا عن السرقات الأدبية في الوطن العربي، موضحًا أنها مستمرة في أشكال وأقنعة جديدة، ومؤكدًا أن "حقوق المؤلف" نمر بلا مخالب. في باب "كتب" نقرأ مواد عن طه عبد الرحمن (المهدي مستقيم). و"ظل الريح" للإسباني كارلوس زافون (هيثم حسين). وكتب زكي الميلاد عن فكرة التعارف والحضارات وكيف تطورت. وتأملت سلوى بكر أطوار المثقف العربي وتقلباته.
في باب "ثقافات" كتب صفوان الشلبي عن كتاب أتراك عبَّروا عن التهميش والوحدة ووطأة الحداثة. وترجم أحمد فرحات حوارًا مع ميشال فوكو حول أندريه بريتون؛ إذ قال فوكو: "إن وجود بريتون الباهر خلق حوله فراغًا شاسعًا ما زلنا ضائعين فيه". 
وأيضًا نقرأ عن بيير بورديو في ضوء مفاهيم بورديو نفسه (سعيد بوكرامي). وكتب حسونة المصباحي عن رحيل ميشال بيتور أحد أبرز كتاب تيار الرواية الجديدة في فرنسا. وعاد أحمد الصادق بالقراء خمسين عامًا للوراء، عندما صدرت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، متطرقًا إلى الظروف التي أحاطت بنشرها. في "إعلام" كتب زيد الشكري عن أهمية الدبلوماسية الشعبية. كما نشرت "الفيصل" نصوصًا لكل من: رافائيل ألبرتي، ومحمود قرني، ويحيى امقاسم، عماد الورداني، جوان تتر وعبدالله الرشيد. 
أما الأنثربولوجي والمستعرب الفرنسي فرانك مرمييه فكتب عن "مدن العالم العربي: الربيع فالحنين إليه"، موضحًا أنه من تونس إلى صنعاء مرورًا بالقاهرة وتعز وعدن ودمشق وطرابلس، كانت دولة العنف تتكشف على حقيقتها العارية.
وتأمَّل منذر مصري في باب "فضاءات" خنجر الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين. وفي "تراث" حوار مع فحمة تييري حول مخطوطة حنا دياب الذي أثر كثيرًا في مجال دراسة ألف ليلة وليلة. "شيمون بيريز.. نسر ينتحل لقب حمامة" مقال لمحمود الريماوي.
في "سينما" نطالع مادة عن الوجوه المتعددة والمتحولة لروبرت دي نيرو، كتبها أمين صالح، وحوارًا مع السينمائية السعودية هند الفهاد، التي ترى أنه ليس من مهمة السينما الإصلاح. وفي "فنون" مادة عن مؤتمر دولي عقد في اللوفر وعُرضت فيه كنوز إسلامية. في حين كتب رئيس تحرير "الفيصل" ماجد الحجيلان عن بناء المدن وهدمها. وحملت الصفحة الأخيرة مقالًا لخيرية السقاف بعنوان: "محال أن يكون وميضًا".
وأما كتاب الفيصل فجاء بعنوان: "الأسد يبيع سيفه المقوس" وهو حكايات شعبية من زائير مترجمة عن الفرنسية.