العلاقات الروسية الإسرائيلية في الشرق الأوسط المعاصر بين الخصوصية والواقعية: نماذج للواقعية الكلاسيكية الجديدة في نظرية العلاقات الدولية


أصبحت سوريا منذ سبتمبر عام 2015م، ومع بداية تقديم روسيا المساعدات العسكرية لها، إحدى أكثر الحالات الغريبة والمثيرة للاهتمام في سياسة الشرق الأوسط المعاصرة، وأصبح التقارب الإسرائيلي الروسي حول الشأن السوري يتصدّر المشهد. ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى أظهرت روسيا أولى بوادر دعمها العسكري لإسرائيل؛ ففي الحادي والعشرين من سبتمبر هرع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو لمناقشة مخاوفه إزاء الأنشطة العسكرية الروسية في سوريا، وإذا كانت ستمثّل خطراً على أمن إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، اجتمع قادة البلدين بشكل غير مسبوق لتحديد وتنسيق طبيعة المواجهات في الموقف السوري الذي يشهد حراكاً سريعاً. وفي ظلّ تسارع وتيرة التطورات في سوريا وعنفها، والتصعيد الراهن المتبادل الذي سعت روسيا وإسرائيل إلى الإبقاء عليه، فإن الدور الروسي الإسرائيلي المزدوج يبدو منطقياً جداً في ظلّ السياق العملي، ويساعد ذلك على البحث في تفسير هذه العلاقة عن طريق تحديد نظرية متطورة لواقعية القوة الصارمة، وتوضيح نقاط التلاقي في السياسة الخارجية الخاصة بالدولتين فيما يتعلّق بالشأن السوري. ويتطرّق هذا البحث أيضاً إلى جوانب (أقلّ حدةً)، لكن لها الأهمية نفسها، مثل السياقات التاريخية والاجتماعية والسياسية المعاصرة للعلاقة بين الدولتين.