التورط العسكري لحزب الله في سوريا ودوره الإقليمي الأوسع


منى علمي


أكد سقوط حلب، في كانون الأول/ ديسمبر 2016م، الدورَ البارز الذي قام به "حزب الله" اللبناني في الحرب السورية. ومنذ عام 2013م يعمل مقاتلو "حزب الله" عبر الحدود جنبًا إلى جنب مع الجيش السوري والقوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد. إن أهمية "حزب الله" تكمن في شقين: الأول أن الحزب مكَّن النظام من الاستيلاء على مناطق أخرى من سيطرة المعارضة، والثاني أن الحزب زاد وبشكل كبير من فعالية القوات المؤيدة للنظام.
مثلت الحرب التي اندلعت في سوريا بسبب الاحتجاجات السلمية -مارس/ آذار 2011م- ضد نظام الرئيس الأسد، تهديدًا خطيرًا لحزب الله ومموِّله إيران؛ حيث إنها عرَّضت التحالف الإستراتيجي الذي كان بين حزب الله وبين الأسد للخطر.
بعد كل شيء، سوريا هي جزء مهم في سلسلة التمويل والدعم الذي يربط إيران بـ"حزب الله". كما أن سقوط سوريا في أيدي الأغلبية السنية، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الأمة أقل ميلًا للعمل مع إيران، وسيحرم إيران من موطئ قدمها (عبر لبنان) في البحر الأبيض المتوسط ووصولها إلى خط الجبهة العربية الإسرائيلية. هذه الأسباب يمكن أن تفسر تورُّط "حزب الله" الكبير في سوريا.