مياه مضطربة ومحيط غير مستقر: معاهدة أكتاو حول قضية بحر قزوين المستمرة في إيران
في الثاني عشر من شهر أغسطس من عام 2018م، وقَّعت الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، وهي: (أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وروسيا وإيران)، مذكرة تضيف فصلاً جديداً، لكن ليس نهائياً للنزاع الطويل والمفاوضات المتعلقة بشأن ترسيم حدود المياه الإقليمية لأكبر بحيرة في العالم. وقد لاقت هذه المذكرة جدلاً ونقاشاً مكثفاً في الداخل الإيراني حول قدرة الجمهورية الإسلامية التفاوضية على إضافة المناطق الحدودية أو إزالتها، وغيرها من العمليات المماثلة.
ستتناول هذه الورقة البحثية المناقشات الجارية حالياً في إيران، التي لها دلالة على عوامل عدة: كالتعلّق العاطفي ببحر قزوين وسواحله لدى الشعب الإيراني؛ وقلة المعرفة بالوقائع التاريخية؛ والتحفظ المزمن بشأن التفاوض مع روسيا على صعيد الرأي العام والنخبة السياسية؛ والحماس القومي المتأصل المقرون بكره الأجانب الذي ازداد في السنوات الأخيرة، بالتوافق مع تزايد نفوذ إيران في الشرق الأوسط العربي، في مواجهة انكماش معايير المعيشة وجودة الحياة. وكذلك ستركز على وعي الجمهور بشأن المفاوضات المتعلقة بالأراضي الحدودية التاريخية لإيران، التي - غالباً - ما تكون عنواناً للمبادرات الدبلوماسية التي لا تتضمن سوى القليل من المساهمات من الرأي العام، أو المجتمع ككل.