عثمان علي المزيد

منذ زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى طوكيو عام ٢٠١٦م (حينها كان وليَّ وليِّ العهد)، وزيارة خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية عام ٢٠١٧م، والتعاون الاستراتيجي بين البلدين يشهد ازدهارًا ويزداد عمقًا، وقد تُوِّجتْ تلك الزيارات بتعميق التعاون الثنائي من خلال إنشاء مجموعة الرؤية المشتركة (الرؤية السعودية اليابانية المشتركة ٢٠٣٠) والتي تهدف إلى الاستثمار في الصناعات الجديدة ودفع العجلة الاقتصادية بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠. 
وعلى الرغم من حجم التعاون الكبير في مجالات الاقتصاد والتجارة بين اليابان والعالم العربي، فإن الفجوة المعرفية بين الطرفين لاتزال قائمة، ومن أجل تعميق الفهم المشترك والمساهمة في سد تلك الفجوة، نسلط الضوء في هذا التقرير على المفاهيم الأساسية للإدارة اليابانية من المنظور الياباني، وذلك بتقديم صورة أقرب للواقع الياباني، مع عرض وجهات النظر اليابانية -لاسيما من المصادر المؤلفة باللغة اليابانية-، بالإضافة إلى الاعتماد على الخبرة العملية للباحث داخل المنظمات اليابانية. 
وسيقدم التقرير شرحًا خاصًّا بالعناصر التركيبية للإدارة اليابانية، وذلك من خلال تقديمها على شكل مبسط بهدف تعميق الفهم المشترك من المنظور الإداري وفهم الشخصية اليابانية وطرق تفكيرها إداريًّا؛ مما قد يساهم في دفع عجلة التعاون من أجل تحقيق الرؤية السعودية اليابانية المشتركة ٢٠٣٠.