فرنسا والدولة السعودية الأولى
تزامن قيام الدولة السعودية الأولى وتوسُّعها الإقليمي مع حقبة شهدت فيها فرنسا ضعفاً ثم أزمة داخلية، ونتيجة لذلك لم تولِ فرنسا اهتماماً للتطورات السياسية في شبه الجزيرة العربية، إلا أن بونابرت (١٧٦٩-١٨٢١م) أعاد إحياء الطموح الفرنسي إلى وضع حد للهيمنة البريطانية على الهند عند دخوله مِصْرَ في سنة ١٧٩٨م؛ لكنه أخفق في تشكيل تحالف ضد البريطانيين مع شريف مكة الأكبر. وعلى أثر عودته إلى فرنسا، كشف اهتمامه بالتطورات التي كانت تحدث داخل الجزيرة العربية أنه كان يبحث طوال الوقت عن منفذ بري إلى الهند. وفي سنة ١٨٠٣م كلف قنصله في بغداد أوليفييه دي كورانسيز (Olivier de Corancez) بالتحدث مع الأمير سعود بن عبد العزيز في حال تمكن هذا الأخير من السيطرة على جدة وبالتالي ضم كامل الحجاز لسلطته؛ لكنَّ هزيمة زعيم الدولة السعودية الأولى الثالث أمام هذه المدينة أنهت محاولة التحالف. وبعد ذلك أرسل نابليون عددًا من العملاء السريين في مهمات إلى المنطقة ومنهم على وجه الخصوص علي بك العباسي. وهناك كتابات أخرى تشهد على اهتمام الفرنسيين بالدولة السعودية الأولى. ولا سيما كتابات فتح الله الصايغ وجوزيف روسو أول من رسم خريطة معروفة للدرعية عاصمة الدولة السعودية.