متابعات إفريقية، العدد الخامس عشر
يتناول العدد الجديد مجموعة من الملفات التي تتعلق بالتوترات الإثنية والسياسية والدينية المرتبطة بالتدخل الأجنبي واستجابة المجتمعات والنخب الإفريقية لها، وخصوصًا في غرب القارة ووسطها وما ينتج عن ذلك من نزاعات وإخلالات أمنية ومجتمعية تنعكس على السلم الأهلي ومجال التنمية. ثم تأتي فيما بعد مرحلة عودة الوعي والتوجه نحو استعادة مسار الإعمار والبناء. معضلات تواجهها بعض الدول الإفريقية تكاد تكون على نحو دوري.
ظهرت مثل هذه الإشكالات أو النزاعات في مالي وتشاد والسودان وليبيا، ومؤخرًا في جمهورية إفريقيا الوسطى بسبب الانتخابات الرئاسية، حيث انفجر العنف المسلح، وعادت المواجهات الدامية إلى البلاد، وتحالف خصوم الأمس ضد النظام القائم في بانغي. ومهما تكن الأسباب الداخلية لمثل هذه النزاعات وخطورتها وعمق الانقسامات الإثنية، فإن التدخلات الخارجية أسهمت بصورة أو بأخرى في نكت الجراح وتعميقها داخل المجتمع الواحد. صورة من هذه التدخلات نجدها فيما يحدث في مالي. فالانقلاب الثاني الذي قاده أَسِيمِي غويتا على الرئيس بانداو والإطاحة به وبرئيس وزرائه يعود في العمق إلى تتضافر عوامل داخلية وخارجية؛ لذلك كان رد فرنسا غير متوقع لأن مصالحها متضررة مما حدث. وهو رد فعل يختلف عن موقفها تجاه ما حدث في تشاد على إثر مقتل إدريس ديبي وتَسلُّم ابنِه محمدٍ السلطةَ. سوف نرى من جديد مثل هذه الأحداث والسيناريوهات في إثيوبيا بالنظر لما يحدث في إقليم التيغراي وغيره.