متابعات إفريقية، العدد السادس والعشرون
يشكل القرب الجغرافي والثقافي، والعلاقات الاقتصادية المتميزة بين المغرب وإسبانيا، الأساس الرئيس للعلاقات الثنائية بين البلدين، فيما يتعلق بالعلاقات الأمنية والدفاعية، ويتشارك البلدان قضايا الهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والإرهاب. ومع ذلك، وعلى الرغم من الموقع الجغرافي الذي يدعم هذه العلاقات الاقتصادية، وكذلك تقاسم التحديات المشتركة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، إلا أن الأزمات الدبلوماسية تنشأ من وقت لآخر، لتقوم بإبطاء أي نوع من التعاون الثنائي، وبالأخص الأمن والدفاع.
تمثل العلاقات بين المغرب وإسبانيا تاريخا طويلا جدا من التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني، والعلاقات الثنائية المبنية على أساس الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، معززة بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، الموقعة في عام 1991م، لكن العلاقات بين البلدين لم تخل من أزمات دبلوماسية، كان آخرها أزمة أبريل عام ٢٠٢١م،
عندما استقبلت إسبانيا زعيم البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج، باستخدام جواز سفر مزور، وردا على ذلك، استدعى المغرب سفيرته بمدريد.
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الإطار المؤسسي والتنظيمي لعملية التعاون الأمني والدفاعي بين المغرب وإسبانيا، ثم تقييم فرص التعاون، واستكشاف تحديات التعاون في وقت الأزمات الدبلوماسية.