متابعات إفريقية، العدد السابع والعشرون
يتجه العديد من الكتاب والمحللين، إلى محاولة تقدير المضار التي قد تلحق بالقارة الإفريقية، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. وبالتأكيد سيكون لها انعكاسات سلبية، وستعاني العديد من الدول من تبعات هذه الحرب؛ لكن ذلك قد يُخفي عن المتابع، أن لهذه الحرب عوائد إيجابية على بعض الدول، وفي بعض القطاعات.
كما قد تزداد الأهمية الإستراتيجية للقارة الإفريقية، في سياق محاولة روسيا والصين إعادة صياغة، وإعادة بناء نظام عالمي جديد.
ولعل من بين أهم أوراق هذا العدد، تلك التي تناولت أهمية الغاز الإفريقي، في سدّ احتياجات أوروبا من المحروقات، على إثر استغنائها عن الغاز الروسي. وقد تكون أوروبا في حاجة ماسة اليوم للغاز والنفط والفحم الإفريقي، وهذا الأمر سوف يطرح تساؤلات مثل: حالة البنية التحتية الموجودة، ومدى قدرتها على الاستجابة للطلب الأوروبي. وكذلك وضع الاستثمارات في هذا القطاع، وأيُّ الشركات الغربية التي قد تستفيد من هذه المشاريع، والقدرة الإفريقية على منافسة غاز دول الشرق الأوسط الأخرى، وفرص نمو النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا، في ظل المتغيرات العالمية الراهنة، وغير ذلك.
ومع اهتمام العدد الجديد من «متابعات إفريقية» بتداعيات الأوضاع الدولية على القارة الإفريقية، فقد توجه اهتمام كتاب هذا العدد إلى معالجة بعض الأزمات المستفحلة في بعض بلدان القارة، وخاصة منها الأزمات الداخلية. ويبقى الوضع في إثيوبيا مثيرا للقلق والاهتمام، والبحث والتقصي؛ فالنزاع القائم بين الحكومة المركزية في أديس أبابا، مع أحد أهم أطراف الدولة – إقليم التيغراي – لم يجد له إلى حد الآن السبل الكفيلة لإحلال السلام. لذلك تم تناول تغير موازين القوى العسكرية ثم السياسية على أرض الواقع، واضطرار الأطراف المتنازعة إلى الاتجاه نحو التفاوض. وهذا المخرج التفاوضي ستكون لها تداعيات سياسية وأمنية على العلاقات البينية داخل القرن الإفريقي، وخاصة العلاقات الإثيوبية الإريترية. ولا يستغرب نشوب نزاع جديد بين جبهة تيغراي، والنظام الحاكم في أسمرا، وآخر داخل إثيوبيا نفسها، ويكون بين الحكومة الفيدرالية، وبعض المكونات الميليشياوية داخل الأمهرا. وفي خضم هذه الأحداث، فقد تتحرك جبهات أخرى مع السودان من جهة، وتطورات تشهدها العلاقات بين أسمرا والخرطوم من جهة أخرى.
هذا في شرق إفريقيا، فماذا عن التطورات في غرب القارة؟ يبقى ملف العلاقات مع فرنسا مثيرا للاهتمام، ولكن أيضا العلاقات داخل مجموعة غرب إفريقيا، والوضع في السنغال، الذي يشهد حراكا سياسيا، كلما اقترب موعد الانتخابات التشريعية، وكذلك مسألة تشكيل حكومة جديدة في ساحل العاج.
ويتناول هذا العدد – أيضا - التشابكات القائمة بين السياسة والرياضة، وكيف تجلى ذلك في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للعام ٢٠٢٢م.