متابعات إفريقية، العدد الحادي والثلاثون
نواصل في هذا العدد الجديد، تغطية التطورات المستحدثة في العديد من أقطار القارة الإفريقية. ويتميّز العدد الحادي والثلاثون، باحتوائه على بعض الأوراق، التي تناولت موضوعات ذات طبيعة أنثروبولوجية، وثقافية – إلى جانب الدراسات السياسية والاقتصادية – وذلك في محاولة مقاربة المجتمعات الإفريقية، من زوايا منهجية وعلمية مختلفة.
وما تزال الأزمة السودانية الداخلية تراوح مكانها، بانتظار مبادرة الرباعية الدولية. وفي هذه الأثناء، عيّنت الولايات المتحدة الأمريكية سفيرًا جديدًا لها في الخرطوم. ومتابعة تطورات الملف السوداني في أبعاده المحلية والإقليمية والدولية، تعود إلى أهمية استقرار هذا القطر، وتأثير ذلك على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، وإقليم القرن الإفريقي.
ترتبط المسائل الأمنية لمختلف أقاليم القارة الإفريقية باستقرار دولها، ولكن – أيضًا – بمدى تأثرها بالأحداث والتكتلات الدولية؛ سواء منها العسكرية، أو السياسية، أو الاقتصادية، باعتبار ارتباط مختلف أوضاعها بالتوازنات الإقليمية والدولية.
يتضمن الملف الأمني في هذا العدد مقالة مهمّة، عن دوافع ومخاطر توغل «حركة شباب المجاهدين» الصومالية في إثيوبيا، والتهديدات التي تمس أمن البحر الأحمر.
في هذا السياق – أيضًا – جاءت ورقة «الحرب الروسية الأوكرانية، والتواجد الأمني الروسي في إفريقيا»، وهي محاولة لاستكشاف دوافع الاهتمام الروسي الجديد للقارة الإفريقية، وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية، وانتشار مجموعة فاغنر في إفريقيا.
في ملف انخراط بعض الدول الإفريقية في التجمعات الدولية، ذات الأبعاد الإستراتيجية، في احتمالية تشكل نظام دولي جديد، تأتي ورقة الأهمية الاقتصادية والسياسية لدخول الجزائر لتجمع «بريكس». وهي المنظمة التي تجمع قوى اقتصادية دولية صاعدة، منافسة للغرب، مثل: روسيا، والصين، وجنوب إفريقيا. وتتجه دول ذات أهمية اقتصادية وجيوستراتيجية، للترشح للانضمام إليها، مثل: المملكة العربية السعودية، وتركيا، والجزائر. والمقالة الواردة في هذا العدد، تطرح مدى استعداد اقتصاد الجزائر للانضمام للبريكس، ومدى استفادته من ذلك.
في الملف الاقتصادي – أيضًا – وبخصوص بعض الدول الإفريقية المنضوية ضمن تجمع «بريكس» – والمقصود هنا دولة جنوب إفريقيا – يحتوي العدد الجديد من «متابعات إفريقية»، على ورقة، تقيّم مدى تأثر اقتصادها بالحرب الروسية الأوكرانية.
الاهتمام بالسودان في هذا العدد، تجاوز الجانب السياسي إلى الجانب الاجتماعي، فاتجه إلى البحث في تطور العادات والتقاليد في مجال الزواج وطقوسه، ومدى تأثر هذه العادات والتقاليد، في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الاستقرار السياسي. ويشهد المجتمع السنغالي تغييرات عميقة في بعض جوانبه، وتهتم ورقة «الزعامة النسوية في السنغال بين الإرث والرهانات» بمكانة المرأة، ووضعها، وريادتها في المجتمع، انطلاقًا من دراسة «الزعامة النسوية الروحية»، في تقاليد «الخلاف»، في الطريقة الصوفية «المريدية».