النخبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية


عدد 15 سبتمبر 2014م (ذو القعدة 1435هـ)

 

:ملخص

إحدى السمات التي تميّز الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هي الطبيعة الفريدة للطبقة السياسية فيها. ومصطلح (الطبقة السياسية) المستعمل هنا -وفقاً لتعريفات غايتانو موسكا وآخرين- يعني إحدى شرائح المجتمع التي تتقلّد المناصب، وتشغل الوظائف في مؤسسات الدولة. لكن النخبة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محدودة ومتنوعة في الوقت نفسه؛ فهي تشمل مزيجاً معقّداً من العلمانيين المتدينين وعلماء الدين الشيعة من مختلف المستويات والوجاهات. كما أنها تفتقر إلى العناصرالأساسية المتوافرة في النخب السياسية الحديثة الأخرى؛ مثل الأحزاب السياسية المنظمة تنظيماً دقيقاً واضح المعالم. ويتم عادةً تعريف الطبقة السياسية الإيرانية وفقاً لمبادئ الطائفية، التي تسعى إلى استخدام تعريف بديل من (الفصائل)، التي تضمّ تجمّعات فضفاضة من الشخصيات التي تحمل وجهات نظر مشتركة بشأن الموضوعات الرئيسة؛ مثل: السياسة الخارجية والدفاع، وإدارة شؤون المجتمع، بدلاً من عدم وجود الأحزاب السياسية. وهذا التشخيص الواسع المستمد من قبل تحليلات وسائل الإعلام والدراسات الأكاديمية للمراكز الفكرية البارزة عام جداً ليستخدم كوصف دقيق. ومع أن تلك الفصائل تُوجد بالفعل داخل النظام الإيراني إلا أنها لم تتبلور بعد؛ فهي تفتقر إلى الانضباط، وتجد نفسها منشقةً ومتشظّيةً في أوقات الانقسامات الكبرى داخل النخبة، مثل المرحلة التي أعقبت الانتخابات المتنازع عليهاعام 2009م. وتجدر الإشارة هنا إلى أن النخبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنبني وتتمحور حول الاصطفاف العشائري مع الشخصيات المؤثرة، المنتشرة في مختلف المؤسسات، التي نجحت في إيجاد مجموعة فضفاضة ومرنة من الأنصار والأتباع، الذين يعتمدون بدورهم على رعاية تلك الشخصيات للوصول