محاضرة: القارة العظمى - منطق التكامل الأوراسي

التاريخ: 2019-08-27

محاضرة عامة | | 2019-08-27

عقد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة عامة بعنوان: «القارة العظمى: منطق التكامل الأوراسي»، قدمها البروفيسور كينت كالدر، رئيس مركز إدوين أو رايشاوير للدراسات الشرقية الآسيوية، وذلك مساء الثلاثاء 26 ذي الحجة 1440هـ، 27 أغسطس 2019م، بحضور الأمين العام للمركز د. سعود السرحان، وعدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والمهتمين من الجمهور، وقد أدار المحاضرة الباحث بالمركز يوسف زارع.

وفي بداية محاضرته ركز البروفيسور كينت كالدر على أهمية الجغرافيا ودورها في هذا التكامل، من حيث المصادر والثروات الطبيعية، وتطور أنظمة المواصلات والاتصالات، إضافة إلى قضايا الحدود والتجارة. مؤكدًا غياب المسافة بين الدول وضرورة الحاجة إلى فهم الجغرافيا في ظل سياقات جديدة من التحولات الجيوسياسية الأوراسية. وحدد كالدر نقاطًا عدة حول منطق التكامل على مساحة اليابسة في أوربا وآسيا، بما في ذلك طريق برِّيّ أقصر بين الصين وأوربا، ومتحدثًا عن عدم استقرار البلدان الحدودية للهند، والمركزية المادية للصين.

كما تطرق كالدر في محاضرته إلى مستقبل شمال شرق آسيا والتأثير الصيني المتنامي، بحيث أصبحت الصين لاعبًا حيويًّا إستراتيجيًّا في منطق التكامل الأوراسي؛ نظرًا لنهضتها المالية والاقتصادية، ودورها المهم والمتزايد في مجالات كثيرة؛ منها النقل البحري والمواصلات، حتى التجارة الإلكترونية.

ويضيف كالدر أن هناك تحولًا في العلاقات الأوربية- الآسيوية، الذي يأتي من الصين من خلال موقعها الجيوسياسي المركزي، حيث تستعدّ السياسات المحلية والدولية فيها لتغيير الشؤون العالمية. وقال: إن مبادرة الحزام والطريق قد لفتت الانتباه إلى ترابط أوربي آسيوي عميق.

وقدم رئيس مركز إدوين أو رايشاوير للدراسات الشرقية الآسيوية شرحًا موجهًا نظريًّا قائمًا على هذه التغييرات، بدءًا من انهيار الاتحاد السوفييتي؛ وصولًا إلى استجابة الصين للأزمة المالية العالمية، وقال: إن الأدوار الإقليمية والعالمية الناشئة للصين تنطوي على فهم تحولين مستمرين داخل الصين وعبر أوراسيا، وأن الاثنين مترابطان بعمق. ويؤكد كالدر أن المنطق الجغرافي الاقتصادي الذي ساد أوراسيا قبل قرون عدة، وجعل طريق الحرير طريقًا مركزيًّا للشؤون العالمية نحو ألفي عام؛ يعيد تأكيد نفسه مرة أخرى.

وختم كالدر محاضرته بتأكيد أهمية عنصر الموارد والثروات الطبيعية في هذا المجال، ولذلك يتوقع حدوث تطور كبير وسريع في العلاقات العميقة بين القارات، وخصوصًا في مجال الطاقة والتكنولوجيا، وقال: إن الفرصة كبيرة جدًّا لتعميق العلاقات والتكامل بين الدول، في المجال الاقتصادي خاصة؛ من أجل احتواء مشكلات اقتصادية وسياسية كثيرة تأتي في مقدمتها ظاهرة الإرهاب، كما أوصى المحاضِر بالتعاون مع دول مثل الهند واليابان ومع الصين إلى حد ما؛ لتعزيز التعددية وتعميق منطق التكامل وتوزيع فوائد التكامل على نطاق أوسع بين الدول؛ لنصل إلى ما يسمى بـ«عولمة التوزيع».

ويمكن مشاهدة المحاضرة كاملة عبر قناة مركز الملك فيصل في اليوتيوب (kfcris)، كما تتوافر في القناة آخر المحاضرات التي عقدها المركز في المواسم السابقة.