محاضرة الأمير تركي الفيصل في جامعة جوميليوف الأوروآسيوية الوطنية في جمهورية كازاخستان

التاريخ: الأحد، 11 يونيو 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

معالي السيد محمود قاسم بيكوف مدير مكتب فخامة رئيس جمهورية كازاخستان..

الحضور الكريم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

يُسعدني أن أُلقي محاضرتي اليوم في هذا البلد العزيز، بلاد ما وراء النهر كما سمّاها المسلمون الأوائل؛ تلك المنطقة التي أخرجت لنا كثيرًا من العلماء الذين أَثْروا الثقافة الإسلامية والعربية بكثيرٍ من المؤلَّفات المهمّة التي تحتفي بها مكتبتنا العربية حتى يومنا هذا.

لم يبدأ شعوري بالسعادة وأنا بينكم الآن، وإنما بدأ وأنا مازلتُ بعيدًا عنكم بأكثر من ثلاثة آلاف ميل؛ بدأ وأنا في الرياض أُعدّ هذه الكلمة لأُلقيها على مسامعكم. لا أُخفيكم مدى السعادة التي شعرتُ بها وأنا أسترجع تراثنا العربي الأصيل، الممتلئ بالمدن العظيمة: فاراب، وبُخارى، وسمرقند، وتِرْمِذ، وخَوارِزْم، ومَرْو، ونَسا، وطشقند، وغيرها. فمدينة فاراب التاريخية، أو أُترار كما تُسمَّى اليوم، كانت إحدى حواضر الإسلام الزاهرة، وهي تُفصح عن مدى ارتباط منطقة آسيا الوسطى بالحضارة الإسلامية منذ القرن الثاني الهجري/ السابع الميلادي، كما قدّمت المنطقة منذ ذلك الحين كثيرًا من العلماء الذين كانت لهم إسهاماتهم المشهودة في علوم الحديث واللغة والرياضيات والطب والفلسفة؛ فهناك -على سبيل المثال- الفيلسوف أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان، المعروف بالفارابي (تُوُفِّي سنة 339هـ/ 950م)، وهو الملقّب -كما نعلم جميعًا- بـ"المعلِّم الثاني" بسبب شرحه كتبَ أرسطو، ومن أشهر مؤلَّفاته: "آراء أهل المدينة الفاضلة، وتحصيل السعادة". وينتسب إلى فاراب أيضًا العالم اللغوي أبو نصر إسماعيل بن حماد التركي الأُتراري، المشهور باسم: الجوهري (تُوُفِّي على الأرجح سنة 393هـ/ 1002م)، ومن أشهر مؤلَّفاته: "كتاب الصحاح".

 

أيها الأخوات والإخوة:

اسمحوا لي أن أتجاوز محطّات السياسة والتاريخ والجغرافيا -ولو مؤقّتًا- عند حديثي عن العلاقات العربية الكازاخية، وأن أنتقل مباشرةً إلى الوَشائج الكثيرة التي تربط العرب والكازاخيين معًا؛ فالعربي والكازاخي يشتركان في حبّ الإبل والخيول والاهتمام والعناية بها، ويهويان الصيد بالطيور الجارحة ويربّيانها، وتجمعهما حياة البداوة والخيام في جوانب كثيرة، حتى الطعام؛ فالمطبخ الكازاخي الأصلي يرتكز على اللحوم، خصوصًا لحوم الأغنام، وحليب الجمال هو أهم المشروبات التي تُقدَّم مع الأكل في كازاخستان، والأكلة الشهيرة هنا "بيلاف"، التي تتكوّن من الأرز ولحم الأغنام، تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ أكلة "الكبسة" الشهيرة في المملكة العربية السعودية والخليج. ولدينا في منطقة القصيم بالمملكة نوع من الطعام يُسمَّى "الكليجا"، عبارة عن أقراصٍ تُصنع من الدقيق والسمن والسكر وبعض التوابل، والطريف أن الرحَّالة ابن بطوطة تحدّث عنها في رحلته "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" خلال زيارته أمير خوارزم، ووصفها بأنها: خبز معجون بالسمن يُسمَّى "الكليجا"؛ أي إن نوع الطعام نفسه موجود في المملكة وخوارزم، وبالاسم نفسه. وكلّنا نعلم أن خوارزم ذلك الزمان ضمّت الأرض التي نقف عليها الآن، واحتوت -كذلك- أسلاف مضيّفينا اليوم.

وللخيل مكانة خاصة لدى شعوب آسيا الوسطى عامةً، والشعب الكازاخي خاصةً؛ إذ يعتقد الكازاخيون أن الخيل ظهرت أول ما ظهرت في براري آسيا الوسطى، وأن أجدادهم كانوا أوّل من روّضوها واعتلوا صَهَواتها، ولا يكاد يوجد كازاخي إلا ويجيد ركوب الخيل، حتى قيل: إن الكازاخي يُعرف من ساقيه المقوّستين؛ كنايةً على كثرة ركوب الخيل؛ فالحصان هو جزء أساسي من عادات الكازاخيين وحياتهم وتقاليدهم، حتى وصل إلى موائدهم العامرة. وهكذا هم العرب يعشقون الخيل، ويهتمّون بها، حتى أصبح الحصان العربي الأصيل عملةً نادرةً يسعى إليها كلّ محبّ للخيول.

والعرب والكازاخيون يشتركون في الاهتمام بالخيمة؛ فهي أحد أبرز مفردات الحياة البدوية العربية القديمة والحديثة أيضًا، تحتضن المجالس وجلسات السمر في البر، وإن اختلف شكلها؛ فهي لدى العرب مثلّثة أو مربعة الشكل، بينما هي لدى الكازاخيين دائرية.

 

أيها الأخوات والإخوة:

إذا انتقلنا إلى العلاقات العربية الكازاخية، فهي تتميّز بقوّتها، سواء في التاريخ القديم أم الحديث، ولعلّ أحد الأمثلة الواضحة على ذلك أن اللغة الكازاخية ظلّت تُكتب بالأحرف العربية حتى بدايات القرن الماضي. ومن هنا -من منطقة آسيا الوسطى- عرف العرب لأول مرة الورق الصيني، فنقلوه إلى دُولهم في الشرق الإسلامي، ومنه انتقل إلى الأندلس، ثم إلى أوروبا؛ لينتشر العلم والمعرفة في كلّ ربوع العالم.

تقودنا قصة الورق هذه إلى معركة عظيمة يخلّدها التاريخ، وهي "معركة طالاس"، التي أنهت النفوذ الصيني في منطقة آسيا الوسطى؛ فقد ظلّ النفوذ الصيني على مرّ التاريخ هو المسيطر على المنطقة التي تشمل اليوم دول: كازاخستان، وأوزباكستان، وتركمانستان، وطاجيكستان، وقرغيستان، وأذربيجان، التي كانت تقع على الطريق التجاري الشهير: طريق الحرير. وصلت الفتوحات الإسلامية إلى منطقة آسيا الوسطى، وانحسر النفوذ الصيني في المنطقة، لكن مع ضعف الدولة الأموية أرسل الصينيون حملةً عسكريةً إلى المنطقة بقيادة "جاو جيانزي"، ونجحت الحملة في استعادة بعض المدن المهمة في المنطقة من أيدي المسلمين. وبعد وصول العباسيين إلى الحكم بدؤوا في استرداد هذه المدن، فاشتبك الجيش الإسلامي مع الجيش الصيني سنة 133هـ/ 751م في معركة نهر طالاس في جنوب شرق كازاخستان. انتصر الجيش الإسلامي، وأسر عددًا كبيرًا من جنود الجيش الصيني وأرسلهم إلى بغداد حاضرة الدولة العباسية، وكان من بين هؤلاء الأسرى عددٌ كبير من صُنَّاع الورق وحائكي الحرير الصينيين، الذين تعلّم منهم العربُ الصنعتين ثم نشروهما في العالم. وأنهت هذه المعركة نفوذ الصين في آسيا الوسطى، وصُبغت المنطقة بالصبغة الإسلامية بعد أن أسلم أكثر قبائلها، وربطها العباسيون ببغداد سياسيًّا وحضاريًّا، فأصبحت منطقة إشعاع إسلامي وحضاري، وأنجبت علماء مسلمين عظامًا؛ كالبخاري، والترمذي، وأبي حنيفة، وغيرهم.

ظلّ الوجود العربي حاضرًا في المنطقة حتى اليوم؛ فهناك مجموعة من سكان المنطقة يُعرفون بـ"عرب آسيا الوسطى"، يعيشون موزّعين بين أوزباكستان وطاجيكستان، ويتحدث عدد كبير منهم اللغة العربية، ويعرفون أنهم ينتسبون إلى قريش وشيبان. كما تحوّل رباط الدين الإسلامي إلى وشيجة ثقافية لا تزال تجلّياتها حاضرةً اليوم في آثار بخارى وسمرقند وترمذ وغيرها من الحواضر الإسلامية القديمة. وظلّت اللغة العربية تقوم بدورها في الربط بين المنطقة العربية ومنطقة آسيا الوسطى حتى سنة 1346ه/ 1927م عندما انتقل أهلها إلى كتابة لغاتهم بالحرف اللاتيني بدلًا من الحرف العربي، ثم الأبجدية الروسية لاحقًا.

لا يمكننا أن نتناول العلاقات العربية الكازاخية دون الالتفات إلى قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم مكة المكرمة والمدينة النبوية؛ فقد ظلّت مكة والمدينة ملاذًا آمنًا للشعوب الإسلامية عامةً، ومسلمي آسيا الوسطى خاصةً، فهاجر إليهما علماء وسط آسيا، وعاشوا في مكة مجاورين، وألّفوا في شتى مجالات المعرفة، وكان لها دور كبير في تغيير الوجه الحضاري للشعوب الإسلامية في آسيا الوسطى، وشكّل الحَرَمان الشريفان الوعي السياسي لحركات التحرّر ضد الاتحاد السوفييتي، واستمدوا من المجاورة أفكارًا دينيةً ساعدتهم في حركات الاستقلال. كما حظيت مكة والمدينة وشعائر الحج بمكانةٍ بارزةٍ في أدب آسيا الوسطى، فأنتجت الشعوب الإسلامية في المنطقة أدبًا وفيرًا تناول الجوانب الحضارية المختلفة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ورحلات الحج الإيمانية.

ولا يمكن أن نذكر كازاخستان من دون أن نذكر القائد المسلم الكبير ركن الدين بيبرس، الذي تعود أصوله إلى هذا البلد الكبير كازاخستان، ذلك القائد الذي أبلى بلاءً حسنًا في معركة عين جالوت سنة 658هـ/ 1260م، وهي المعركة الفاصلة في التاريخ الإسلامي، التي ألحقت أول هزيمة قاسية بجيش المغول، وأوقفت زحفهم على بلاد الإسلام. كان بيبرس على مقدمة جيش الإسلام، ليكون أوّل من يصطدم بالتتار في هذه المعركة لإحداث نصر يرفع معنويات المسلمين؛ لما عُرف عنه من قوةٍ وبأسٍ؛ فهو الذي أشار على قطز بقتل رسل هولاكو وتعليق رؤوسهم على باب زويلة في القاهرة. وبعد أن انتصر جيش المسلمين في معركة عين جالوت، قاد بيبرس الجيش لمطاردة الفارّين من المغول، واستطاع تطهير بلاد الشام بأكملها من التتار في مدةٍ وجيزةٍ.

تولّى بيبرس حكم مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت، واغتيال السلطان سيف الدين قطز، وأصبح الملك الظاهر ركن الدين بيبرس سلطانَ مصر والشام، ورابع سلاطين الدولة المملوكية، بل مؤسّسها الحقيقي، وهو أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط؛ فقد قاتل الصليبيين، وحرّر من أيديهم كثيرًا من المدن الإسلامية، وأنشأ نُظُمًا إداريةً جديدةً في الدولة، واشتُهر بذكائه العسكري والدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط.

 

أيها الأخوات والإخوة:

إذا انتقلنا إلى العصر الحديث، فإن العلاقات العربية الكازاخية تتميّز بقوّتها على المستوى السياسي والاقتصادي بعد أن أصبحت مقوّمًا دائمًا للسياسة الخارجية الكازاخية؛ انطلاقًا من دور البلدان العربية ومكانتها في المنظمات السياسية والاقتصادية الدولية والإقليمية؛ فعلى مستوى العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكازاخستان، لا ينسى السعوديون أن الاتحاد السوفييتي كان أول دولة غير عربية تعترف بالمملكة العربية السعودية، وتقيم معها علاقات دبلوماسية في شعبان سنة 1344هـ/ فبراير 1926م، وكان أول سفير للاتحاد السوفييتي في السعودية مسلمًا كازاخيًّا، وهو الدبلوماسي كريم حكيموف، الذي كان صديقًا للمؤسّس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه-. كما كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي بادرت إلى الاعتراف باستقلال جمهورية كازاخستان عن الاتحاد السوفييتي، ووقّع البَلَدان على بروتوكول إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في التاسع من ذي القعدة سنة 1414هـ/ 20 أبريل 1994م خلال زيارة وزير خارجية كازاخستان للمملكة. ووضعت الزيارة الأولى لفخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف إلى المملكة في المدة 19-22 من ربيع الآخر 1415هـ/ 25-28 سبتمبر 1994م، ولقاؤه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-؛ بدايةَ مرحلة جديدة في العلاقات الكازاخية العربية، وليس السعودية فقط، ثم أعقبتها سنة 1421هـ/ 2000م زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله- إلى كازاخستـان، وهي أول زيارة لمسؤول سعودي كبير يمثّل القيادة السعودية إلى أيّ دولة من دول الاتحاد السوفييتي السابق. ودفعت كذلك الزيارة الثانية لفخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف إلى المملكة في المدة 11-15 من المحرم 1425هـ/ 2-6 مارس 2004م -بدعوةٍ كريمةٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله- العلاقاتِ السعودية الكازاخية دفعةً كبيرةً إلى الأمام؛ فقد وجّهت قيادتا البلدين الوزارات والمؤسسات بضرورة اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل العلاقة في مجال التبادل التجاري بين الطرفين؛ ليتناسب مع الإمكانات التي يتمتّع بها كلاهما، وخصوصًا في مجالَي البترول والبتروكيماويات، مع الوضع في الحسبان الخبرة الكبيرة للمملكة في هذين المجالين. واهتمّت كذلك جمهورية كازاخستان بالتعاون مع الصندوق السعودي للتنمية، ومشاركته في تقديم القروض لتنفيذ مشروعات البنية التحتية في كازاخستان.

وكانت المملكة من أوائل الدول الداعمة لجمهورية كازاخستـان ماديًّا ومعنويًّا من خلال إقامة المشروعات المختلفة؛ منها إنشاء مشروع عمارة مجلس الشيوخ لبرلمان جمهورية كازاخستان على نفقة المملكة بتكلفة إجمالية بلغت نحو 15 مليون دولار، وإنشاء مركز جراحة القلب في العاصمة الكازاخية أستانا على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وتجهيزه بجميع الأجهزة الطبية المتطورة ذات التقنية العالية. كما دعمت المملكة مبادرة فخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف حول انعقاد المؤتمر الأول لزعماء الأديان العالمية والتقليدية بالعاصمة الكازاخية أستانا في ذي القعدة سنة 1434هـ/ سبتمبر 2013م.

وليس بعيدًا عن التلاحم في العلاقات العربية الكازاخية اهتمام كازاخستان بمختلف القضايا العربية؛ فموقفها ثابت من الصراع العربي الإسرائيلي؛ إذ تطالب دائمًا بإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفي الأزمة السورية الراهنة استضافت العاصمة أستانا مؤخرًا المفاوضات الخاصة بالأزمة، ووفّرت الأجواء اللازمة لذلك.

 

أيها الأخوات والإخوة:

لا تقتصر العلاقات السعودية الكازاخية على الشقّ الرسمي والدبلوماسي فقط، وإنما تتعدّاها إلى الدبلوماسية الناعمة بين البلدين من خلال المراكز والمؤسسات البحثية في البلدين؛ فهناك تعاون متواصل بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وأكثر من مؤسسة كازاخية هنا، لعلّ أحدثها مذكرة التفاهم التي تمّ توقيعها في الرياض بين المركز ومكتبة الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان في رجب/ أبريل الماضي خلال زيارة وفد كازاخي رفيع المستوى للمركز برئاسة معالي السيد محمود قاسم بيكوف مدير مكتب فخامة رئيس جمهورية كازاخستان ورئيس المكتبة، وتمثّل خريطة طريق للتعاون في مجالات البحث العلمي، والندوات والمؤتمرات وورش العمل، وتبادُل الإصدارات والمطبوعات، والتدريب. كما أنني أشارك بهذه المحاضرة ضمن زيارة وفدٍ من المركز لكازاخستان على هامش افتتاح معرض "الفيصل.. شاهد وشهيد" في العاصمة أستانا ضمن جولات المعرض خارج المملكة، ويضمّ هذا المعرض المقتنيات الخاصة والخطب والمخطوطات والصور الفوتوغرافية النادرة التي توثّق مسيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- منذ دخوله معتركَ السياسة حتى استشهاده سنة 1395ه/ 1975م.

واسمحوا لي في نهاية كلمتي أن أوكّد أن الوشائج التي تربطنا مازالت تحتاج منّا إلى الكثير، ومازال حلم الملك فيصل -صاحب هذا المعرض- الذي نذر حياته لتحقيقه، وهو تحقيق التضامن العربي والإسلامي، ينقصه الكثير. رحم الله الملك فيصل، الذي عمل على تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي وأمانتها العامة لمتابعة قرارات المؤتمرات الإسلامية، وإنشاء بنك التنمية الإسلامي ليكون إحدى المؤسسات المالية الإسلامية للتعاون الإسلامي.

سعدتُ بالوجود بينكم، والتعرّض لنفحات بعض المدن الإسلامية العظيمة، التي كانت حواضرَ زاهرةً في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، وسعدتُ باستقبالكم الحارّ، فشكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.