معرض "مصاحف الأمصار"


 

فيديو (تلفزيون الآن، على يوتيوب)

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي (معرض "مصاحف الأمصار")، مساء يوم الخميس 6 رمضان 1438هـ الموافق 1 يونيو 2017م، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ونخبة من المختصين والأكاديميين والسفراء والدبلوماسيين والمهتمين بالفن العربي والإسلامي.
وبعد الافتتاح صرَّح الأمير فيصل قائلًا: "في الحقيقة أنا سعيد بهذه الدعوة الكريمة من سمو الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية لزيارة وافتتاح متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي بالرياض، وهذا المتحف يؤكد الدور العلمي لمركز الملك فيصل للبحوث، وأيضاً الاستقصاء في كثير من أمور التاريخ الإسلامي، والمركز مؤسسة عريقة ولها دور بارز في مجالات العلم والمعرفة والثقافة والتراث، وأرجو له التوفيق الدائم، وأن نسعد بهذه الجهود التي تفيد الباحثين وكل من يحاول البحث عن أي أمر من خلال هذه المؤسسة التي وصلت إلى مستوى عالٍ وعالمي".

وأضاف: "أسعد وكلُّ أهل الرياض بوجود مؤسسة الملك فيصل في الرياض؛ لأنها تعطي إشعاعًا كاملًا للإنسان في هذه المنطقة، عن علم ومعرفة وإدراك وإتقان؛ فهي مؤسسة عريقة تقوم بهذا الدور، أتمنى لها التوفيق في ظل الأعمال التي تنتهجها الدولة وفَّقها الله في مجال الثقافة والتراث والعلم والمعرفة، وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أَوْلَى هذه الأمورَ عنايةً كبيرة وجعلها من أولوياته التي يحرص عليها ويوجه فيها".
وقال أمير منطقة الرياض: "مركز الملك فيصل للبحوث هو المسؤول عن تنظيم الزيارات للمتحف، وهم من يخططون لهذا العمل الثقافي، ونحن كإمارة ننفذ ما يريدونه. وليس لي توجيهات للمتحف؛ بل إنني أستفيد من وجود هذا المتحف ومركز الملك فيصل للبحوث ودوره، وسمو الأمير تركي الفيصل صاحب الثقافة والمتعمق فيها بشكل كبير، وهذه المؤسسة بقيادة الأمير خالد الفيصل تأخذ طريقها المستمر في دعم الثقافة بكل جدٍّ واجتهاد، ونحن معها في كل ما تريده ونحن ذراع لها في كل خطواتها. وقد تشرفت وسعدت بوجودي مع الأمير تركي الفيصل في افتتاح المتحف، ولا شك أن الرياض مع وجود مثل تلك المتاحف والمعارض تقفز قفزات جديدة في مجال الثقافة والتراث كما ننشده جميعًا، وهذا الدور له معطيات كثيرة في مجال الثقافة والأدب؛ لأننا نسعد بدراسة متعمقة ودور كبير للإنسان في هذا المجال، وبالتأكيد مدينة الرياض تفخر بهذا المتحف، وإنسانها أيضًا يفخر بهذه الأمور".

ومن جهته، صرح الأمير تركي الفيصل: "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو راعي مؤسسة الملك فيصل وراعي نشاطاتها، وهو بنفسه من افتتح العديد من المعارض في هذا المكان عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، وهذا المساء نشرف بوجود أخي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، ونحن دائمًا في رعايته في منطقة الرياض، ووجوده هنا ليس فقط دليلًا على اهتمامه الشخصي، ولكنْ توجه وتأييد الدولة المباركة لكافة المجالات الثقافية والتراثية". وتابع الفيصل قائلًا: "أوجه الدعوة للجمهور من الجنسين إلى زيارة المتحف فهو مُقام ومفتوح للجميع، وزيارة الجمهور تسعدنا، والدعوة عامة لسكان الرياض أو أي أحد لزيارة المعرض للجميع".

وحول فكرة المتحف أوضح الأمير تركي الفيصل أن الحضارة الإسلامية شهدت ازدهارًا كبيرًا في شتى مناحي الحياة؛ حيث تطوّرت العلوم والفنون على حدٍّ سواء، وكان للخط العربي نصيب في هذا الازدهار بسبب ارتباطه بالقرآن الكريم ورسم المصحف، مشيرًا إلى أن دراسة الفن الإسلامي تشكّل تحدّيًا كبيرًا لاتّساع النطاقين الجغرافي والزمني للحضارة الإسلامية. وأبان أن الفن العربي الإسلامي غير مقيّد بقالب معين على خلاف المفهوم الغربي للفنون.
وأكد سموه حرص المركز منذ تأسيسه على اقتناء أكبر عددٍ ممكنٍ من المخطوطات الأصلية أو صورٍ منها في إطار إسهامه في إبراز دور الحضارة الإسلامية وما قدّمته إلى البشرية في مختلف الميادين، كما اقتنى المركز كثيرًا من القطع التراثية النادرة، التي بلغت أكثر من مئتَيْ قطعة تراثية، وهي قطع فنية تُظهر براعة الصنّاع المسلمين، وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه. وقد جُمعت المجموعة الفنية التي يمتلكها المركز من أمكنةٍ متفرّقةٍ في العالم وفق معايير فنية دقيقة؛ لضمان قيمة هذه المقتنيات، ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر قرونها المختلفة.

ويُقدّم (متحف الفيصل للفنّ العربي الإسلامي) التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نماذجَ من المجموعة الفنية التي يقتنيها المركز من خلال قاعتين؛ تضم القاعة الأولى قطعًا تراثيةً نادرةً من الفنّ العربي الإسلامي، وتضمّ القاعة الأخرى مجموعة المصاحف المخطوطة والمطبوعة الفريدة التي يقتنيها المركز (مصاحف الأمصار)، وتشتهر هذه المصاحف بتنوّعها من حيث بلد المنشأ والحجم، وندرة ونفاسة كثيرٍ منها، وقِدَم تاريخها، وإتقان خطّها وزخارفها .
ويشتمل المتحف على نماذج من الفن العربي الإسلامي تمثّل أنماطًا مما كان يُتعامل به في المجتمعات الإسلامية في قرون مضت، ويضمّ أكثر من 200 قطعة تراثية نادرة ومصاحف مخطوطة ومطبوعة فريدة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجري، تتوزّع على: الأدوات المنزلية، وآلات الحرب والقتال، ومكوّنات صناعة الكتب وفنونها، والآلات الطبية، والمسكوكات، والخشبيات، والفخاريات، والمنسوجات.
وقد تم جمع هذه المجموعة الفنية من أمكنةٍ مختلفةٍ في العالم وفق معايير فنية دقيقة؛ لضمان قيمة هذه المقتنيات ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر القرون؛ لكونها قطعًا فنيةً تُظهر براعة الصُّنَّاع المسلمين وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه.