صعود الشعبوية الفرنسية: انتخابات في مشهد يتسم بالانقسام إلى أبعد حد
يقال إن الشعبوية هي الاتجاه السياسي الرئيسي الجديد. من الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكسيت" لانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، إلى الأفكار القديمة ومفاهيم اليسار واليمين التي يجري تشظّيها أمام أعيننا في مواجهة الشعارات الشعبوية التي يُتغنى بها. وكانت انتخابات الرئاسة الفرنسية لعام 2017 قصة تحكي تأييد أوروبا، والمشاريع التجارية، وتأييد مرشح الوسط العالمي المعتدل مستضعف الجانب، إيمانويل ماكرون، وهزيمة المرشح المفضل للجناح اليميني، وإزاحة اليسار الاشتراكي، ومواصلة الجهود للفوز بالأغلبية العظمى في الجمعية الوطنية، من خلال حركة التحرير الجديدة التي أسسها ماكرون مؤخرا. غير أن ما لم يرد ذكره، فهو العناصر الشعبوية والحكايات، التي تخص جميع المرشحين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وكيف ساعد ذلك المرشح ماكرون في انتزاع الشرعية من أمام الآخرين كلهم تقريبا. وهذا هو التحليل الذي يقدمه هذا البحث، لاستكشاف وتحليل الملامح الشعبوية في جميع الحملات الرئيسية لمرشحي الرئاسة الفرنسية، وكذلك سياق وتطور المشاعر الشعبوية في فرنسا المعاصرة بشكل عام، ولفهم للطريقة التي قادتنا إلى هذه المرحلة بصورة أفضل، وربما لفهم وإدراك الاتجاه الذي سيأخذ إليه ماكرون فرنسا وأوروبا إليه.