صراع النماذج في الشرق الأوسط: المملكة العربية السعودية وإيران
مع كثرة التصورات عن النظام الإقليمي، وطرق تثبيت واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة؛ فإن مستقبل أمن الشرق الأوسط يعتمد بشكل كبير على تنافس وصراع بين نموذجين للنظام الإقليمي، الأول: يرى أن النظام الإقليمي الذي يسعى لتثبيت نظام وحداته الأساسية؛ هو دول قومية ذات سيادة فوق أراضيها، وتتمتع حكوماتها بسلطة مركزية قوية أياً كان نظام الحكم فيها، ديمقراطياً أو أوتوقراطياً ملكياً أو جمهورياً.
والآخر: يرى أن النظام الإقليمي الذي يحقق مصالحه، هو نظام تكون أغلب وحداته الأساسية دولاً قومية ضعيفة السيادة على أراضيها، وسلطة الحكم المركزية فيها هشة، مع دور بارز لمجموعات تحت الدولة يضاهي أو يتجاوز دور الدولة نفسها.
إذاً؛ مركزية السلطة وقوة تحكمها وسيطرتها على الأراضي والموارد الخاضعة لها، هي عامل الافتراق الرئيسي بين النموذجين.
ونستطيع القول: إنه في حين ترى المملكة العربية السعودية أن مصلحتها القومية تتحقق عبر دعم وترسيخ النموذج الأول، فإن إيران ترى أن مصلحتها القومية في ترسيخ وتوسيع نطاق النموذج الثاني ليضم أكبر دول ممكنة في الإقليم.
وفي حين يعزز النموذج الأول منظومة الاستقرار، فإن النموذج الثاني يعزز عدم الاستقرار وحالة عدم الأمن المستديمة.