متابعات إفريقية، العدد السابع
يتناول العدد الجديد من «متابعات إفريقية» عدة ملفات، أهمها صورة اقتصادات إفريقيا بعد كوفيد-19. ولئن كانت القارة الأفريقية تعاني الآن تداعيات انتشار وباء كورونا، مثل غيرها من قارات العالم المختلفة؛ إلا أن انعكاسات ذلك على المستوى البشري قد تكون أخف نسبيًّا. فعلى الرغم مّما تعانيها القارة السمراء من ضعف اقتصادي وهشاشة الأنظمة الصحية، إلا أن الظروف المناخية وطبيعة البنية الديموغرافية لسكان القارة شكلتا عاملين مساعدين لتخفيف وطأة الوباء. يُعنى ملف هذا العدد بتقدير المضار، وتقييم الوضع الراهن، والبحث في سبل المواجهة، وتحويل الجائحة من كارثة إلى فرصة لتحديث الاقتصادات الأفريقية وتنويعها.
وسيتم، في هذا العدد، تناول هذه العناصر من خلال مجموعة من الأوراق البحثية؛ إذ تأتي دراسة الدكتورة جيهان عبد السلام لتسلط الضوء على المزايا الاقتصادية الناجمة عن تبنِّي الاقتصاد الرقمي، وطبيعة التحديات الرئيسة التي تواجه التحول الرقمي في إفريقيا. وركز الدكتور محسن الندوي في مقالته على السياسات الاقتصادية لمواجهة الصدمات في إفريقيا؛ في حين اتجهت مها عبد الحكيم نحو تقييم المضار التي لحقت برأس المال البشري من جراء الجائحة وكيفية معالجتها في المرحلة المقبلة. في السياق ذاته، جاءت مقالة الدكتور إسماعيل إسف دانكوما عن دور توظيف الشباب في بناء السلم وتحقيق التنمية، وكذلك مقالة الدكتور إبراهيم علي جامع الذي تناول اقتصاديات الصحة في السودان وقدرتها على مواجهة الصدمات كتلك التي أحدثتها جائحة كوفيد-19. مقالة أسماء فهمي تتعرض لتداعيات وباء كورونا على اقتصاد دولة بوتسوانا الذي ُعرف، في العقود الأخيرة، بتحقيقه نسَب نمّو عالية، لذلك تبدوهذه المكتسبات اليوم مهددة، ما جعل الباحثة تتساءل عن أفضل السبل لإنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بوتسوانا.
وتبقى القارة الأفريقية تعاني ظاهرة الحروب الأهلية وقضايا اللاجئين ونزعة التكتل على المستوى الإقليمي؛ هكذا تصمُ الدكتورة إيمان زهران في ورقتها الاتحاد الأفريقي بعدم الفاعلية في حلحلة الأزمة الليبية وتتساءل عن أسباب ذلك. أما الدكتورة سهام عبد الباقي فقد تناولت دراستها قضية الأطفال اللاجئين في إفريقيا؛ في حين جاء تقرير عبد القادر كاوير ليبحث آفاق قمة البحيرات الكبرى التي انعقدت افتراضيًّا يوم 7 أكتوبر وإمكانية ولادة تجمع إقليمي جديد. ويفتح مبارك أحمد محمد في تقريره ملف الانتخابات الصومالية القادمة، ويضعها في سياق الإقليم المضطرب للقرن الأفريقي وصراع المحاور في المنطقة. فهل تخرج قارة إفريقيا من جائحة كوفيد-19 بتجديد قدراتها على مواجهة عوامل ضعفها الذاتية والموضوعية؟ وهل تحسن استثمار المساعدات والدعم الدولي للتخفيف من حدة الكارثة والتعويض عن نسب التنمية السالبة؟