تشاد بعد إدريس ديبي: أزمة النظام ومأزق الإقليم
بينت الأحداث الأخيرة التي شهدتها الدولة التشادية بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي وجود أزمة شرعية للنظام الحاكم، وزادت وفاة الرئيس إدريس ديبي من حدتها؛ ذلك أن القيادة الشابة الجديدة التي ورثت نظام ديبي والمتمثلة في ابنه محمد ستواجه وضعا صعبا ومعقدا. فعلى رئيس المجلس العسكري الذي أُعلن عنه يوم ٢٠ أبريل اكتساب شرعية جديدة تمثل في الوقت نفسه امتدادا لنظام والده وقطيعة مع بعض طرق حكمه وآلياته. ولفهم ميكانيزمات الأزمة واتجاهات التغيير والعراقيل الظاهرة والكامنة يجب استعراض وتحليل مختلف السياقات الحالية بأبعادها المحلية والإقليمية سواء منها المتعلقة بنظام أنجمينا أو الخاصة بالمعارضة السياسية وكذلك التمرد المسلح، وتداعيات كل ذلك على سياسات تشاد الإقليمية ودورها في مكافحة الحركات المتطرفة في منطقة الساحل، فضلا عن موقف القوى الدولية من الوضع المترتب على رحيل إدريس ديبي ومآلاته ودورها في المرحلة القادمة.