السياسة الخارجية التركية نحو آسيا الوسطى في عهد أردوغان: اندماج القومية التركية الجامعة والبراغماتية والإسلاموية
تعنى هذه الدراسة باستكشاف رحلة تطوُّر السياسة الخارجية التركية تجاه آسيا الوسطى على مدى العقود الثلاثة الماضية. فتُظهر كيف شكَّلت الأوراسية (Avrasyacilik) والقومية التركية الجامعة في بادئ الأمر أساسًا معرفيًا لمقاربات الدولة التركية إزاء المنطقة بعد استقلال جمهوريات آسيا الوسطى، والمتمثلة في كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، في أوائل التسعينيات. أما في عهد أردوغان، فقد تبنَّت تركيا النزعة العملية (البراغماتية) في العقد الأول من الألفية الثالثة، غير أنها في العِقد الثاني من الألفية نفسها خضعت لتصحيح لمسارها، حيث ركَّزت فيه على تطوير العلاقات السياسية والعسكرية. ونظرًا لأن تركيا ليست الطرف الوحيد للمعادلة في آسيا الوسطى، فإن هذه الدراسة تستقصي أيضًا كيف تأثَّر تواجد تركيا في المنطقة بالأطراف الفاعلة الخارجية، والتي تتضمن روسيا والصين والخليج العربي، فضلًا عن دول أخرى. ورغم هذا التنافس، تدفعُ الدراسة بأن تركيا تتمتع بمزايا وأفضلية ثقافية ودينية وترتيبات سياسية ومؤسسية عميقة الجذور مع دول آسيا الوسطى، وهو ما يضمن استمرار وجودها في تلك المنطقة.