الحزب الشيوعي الصيني في هونغ كونغ
يقود الحزب الشيوعي الصيني (CCP) الدولة، ويُدير شؤون الحكمِ في الصين التي تُعدُّ قوةً عُظمى متناميةً على الصعيدَيْن الجيوسياسي والاقتصادي. وتتبَعُ الحزبَ هيئاتٌ تنظيمية إقليمية تقع مقرّاتها في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الولايات القضائية المحلية، مثل منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. ولكن لأن هونغ كونغ كانت في الماضي القريب مستعمرةً بريطانية، فإنّ الحزب يعمل هناك بشكل مختلف عن البر الرئيس. ويسلِّط فَهم هذه الاختلافات الضوءَ على مسيرة الحزب الشيوعي الصيني بوصفه المؤسسة الحاكمة في أكثر دول العالم اكتظاظاً بالسكان. وتدرس هذه الورقة البحثيةُ تاريخَ الحزب المحلي وتنظيمَه ومهامَّه في هونغ كونغ، وعَلاقته بالحزب المركزي والحكومة في بكين.
عمِل الحزبُ الشيوعي الصيني في هونغ كونغ «في الخفاء» خلال فترة الاستعمار البريطاني، ويواصل إلى الآن العملَ بالطريقة ذاتها بشكلٍ أو بآخر، ولكن منذ عام 2020م، تولى الحزبُ المزيدَ من مناصب القيادة السياسية المباشرة في حكومة هونغ كونغ. ويسيطر كبار مسؤولي الحزب في الصين حاليّاً على قيادة صنع السياسات في هونغ كونغ، ما يشير إلى المكانة التي تحتلها هونغ كونغ في فَهم الحزب لأمن الصين القومي. في عام 2019م، اندلعت احتجاجات عنيفة بشكل متزايد ومناهضة للحكومة في هونغ كونغ، واستمرت ستة أشهر، ونتج عن ذلك أنْ وسّع الحزب من وجوده المؤسسي في المدينة، مع التركيز على الأمن والتغيير الإداري. ومع ذلك، لايزال الوجود الحزبي في هونغ كونغ محدوداً مقارنةً بالبر الرئيس. وبناءً على ذلك، لم يتمكّن الحزب في هونغ كونغ من توظيف هيكله التنظيمي الموجود في معظم المدن الصينية. ويخوض الحزب معركة لكسب قلوب سكان هونغ كونغ وعقولهم في بيئة منفتحة نسبيّاً تتضمّن الوصول إلى وسائل الإعلام العالمية وشبكة الإنترنت. ويدفع هذا الوضعُ الحزبَ إلى محاولة إحكام سيطرته على هذا المركز المالي العالمي.