تنظيم داعش والإرهاب العابر للحدود


تنظيم داعش والإرهاب العابر للحدود

الباحث: حسن سالم بن سالم

تاريخ نشره: شعبان ١٤٣٧ ه – مايو ٢٠١٦م

:نبذة عن الدراسة

اعتمد تنظيم داعش منذ ظهوره على إستراتيجية رئيسة تقوم باستهداف (العدو القريب) وفق جهاد التمكين والسيطرة المكانية، وحصر ساحات المواجهة في الدول القريبة. وهي إستراتيجية تمثّل أحد أبرز الفروق بينه وبين تنظيم القاعدة، الذي كان يركز نشاطه في استهداف (العدو البعيد) من خلال الجهاد والهجمات النكائية. وعلى الرغم من أن تنظيم داعش دعا، في أعقاب تشكيل التحالف الدولي لمحاربته بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر عام 2014 م،إلى تنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية في أنحاء العالم كافًة عبر تحريضه (الذئاب المنفردة) على تنفيذ عمليات فردية وشبه عشوائية ضد تلك المصالح؛ إلا أن إعلان تبنّي التنظيم المسؤولية عن تنفيذ الهجمات الإرهابية التي عصفت بالعاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر عام 2015 م يشيرإلى تحّول جوهري في إستراتيجية التنظيم ونهجه التقليدي، وبدئه بقرار مركزي من قيادة التنظيم مرحلًة جديدًة من استهداف عواصم الدول الغربية وكبريات مدنها، وأن (العدو البعيد) أصبح هدفاً له الأولوية عند قيادة التنظيم. وتتناول هذه الدراسة طبيعة العلاقة بين تنظيم داعش ومشروع الجهاد العالمي بقيادة تنظيم القاعدة، وإيضاح ارتباط التنظيم بعمليات استهداف الدول الغربية في العقد الماضي، ورصد الأسباب الداعية إلى التحّول في نهج التنظيم وإستراتيجيته بجعل العدو البعيد في أولوياته، وذكر التداعيات الإستراتيجية لعملياته الإرهابية الأخيرة في دول الغرب. وتحاول الدراسة استقراء المرحلة المقبلة، وتلمس مدى حجم تهديد التنظيم لمستقبل السلام العالمي، وخطورة ذلك