افتتاح معرض "الفيصل.. شاهد وشهيد" في آلماتي، كازاخستان

التاريخ: الخميس، 27 يوليو 2017م

بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وتحت رعاية وحضور وزير الثقافة والرياضة في كازاخستان معالي السيد أريستانبك محمد أولي، افتُتح معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» في المتحف المركزي الحكومي بمدينة آلماتي في جمهورية كازاخستان يوم الخميس 4 ذي القعدة 1438هـ الموافق 27 يوليو 2017م. وحضر حفل الافتتاح سعادة الدكتور ظاهر بن معطش العنزي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كازاخستان، وأرمان كيريكباييف أورازبايفتش نائب حاكم مدينة آلماتي، وعالم جان وكيل إدارة الثقافة بحاكمية آلماتي، ولفيف من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين في كازاخستان.

وقدم الأمير تركي الفيصل، الشكر لفخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف وحكومته لاستضافة هذا المعرض، مثمناً العلاقة الأخوية التي تجمع فخامة الرئيس الكازاخستاني وملوك المملكة، كما شكر سموه مدينة آلماتي على استضافة المعرض وحفاوة الاستقبال من قبل نائب عمدة المدينة والسيد ارواييف بوزارة الثقافة.
وقال: "تجولت في مدينة آلماتي، وأُعجبت ليس فقط بتنظيم المدينة ونظافتها وحسن استضافتها؛ وإنما بجمال الجبال الرائعة التي هي مكون الموقع الجغرافي لهذه المدينة، واستمتعت بجمال الطبيعة والمناظر الجميلة لهذه البلاد الكريمة. كما أن كازخستان تستضيف هذه الأيام معرض اكسبو الذي يدل على أهمية هذه البلاد، ويشارك فيها وفد سعودي ومعرض من مؤسسة سابك بمدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة".

وأضاف الفيصل: "عندما أتينا إلى أستانة قبل عدة أشهر، كانت درجة الحرارة هناك صفر، وبالطبيعي أتينا من الجزيرة العربية لم نكن متعودين على هذه البرودة، ولكن ما عوضنا عنها كانت حرارة الاستقبال من أهل استانا. وفي آلماتي الحرارة ارتفعت بمقدار حرارة الاستقبال وحرارة الطقس أيضاً، وأشكر جميع من حضر الافتتاح، واسمحوا لي ولزملائي أن نستضيفكم كما استضفتمونا بنفس الحرارة في المملكة".
فيما رحب السكرتير التنفيذي بوزارة الثقافة والرياضة بكازاخستان بروفيسور قواتجان سيريك والييف بضيوف بلاده من المملكة في المركز الثقافي بمدينة آلماتي، وذكر: "قال رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف في كتابه: "أجدادنا من الشرق الأقصى إلى أوروبا الغربية، ومن سيبيريا إلى الهند كانوا يقومون بدور مهم في تنمية وتطوير هذه البلدان"؛ تأكيدًا لهذه الكلمات جاء هذا المعرض، وأعتقد أنه حدث مهم في الحياة الثقافية لبلادي، لأن المعرض يتضمن متعلقات شخصية للملك فيصل وأشياء ثمينة أيضاً، وهناك أشياء ذات علاقة ببعض الدول؛ لذلك أعتقد أن الشعب الكازاخي سيعرب عن رغبته القوية في هذا المعرض هنا في مدينة آلماتي؛ فقد عُقد معرض مماثل في أستانة وكان هناك نجاح كبير عند الناس، حيث يهدف هذا المعرض إلى تعزيز وتقوية العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلدين".
وأبدى نائب حاكم مدينة آلماتي السيد أرمان أورازباي ترحيبه بالأمير تركي الفيصل وبإقامة المعرض في المدينة، مقدماً الشكر لسكان آلماتي على حضورهم وعلى تعاون الزملاء من أستانة، وأعرب عن سعادته بإقامة هذا المعرض الذي يدور حول حياة وعمل أحد مؤسسي المملكة العربية السعودية الملك فيصل، معتبراً تنظيم مثل هذه المعارض والمشاريع الدولية مهم جدا للمدينة، وتمنى أن يكون هناك المزيد من مثل هذه الأعمال الطيبة بين البلدين.
ومن جهته، أعرب سعادة السفير السعودي في كازاخستان د. ظاهر معطش العنزي عن تشرفه بافتتاح المعرض الثاني بمدينة آلماتي، بعد أن لاقى المعرض الأول في مدينة أستانة إقبالاً كبيراً من مواطني كازاخستان، مبيناً أن المعرض أعاده إلى ذكريات الماضي الجميل الذي تميز به عهد الملك فيصل رحمه الله من بساطة وأداء متميز من خلال احتواءه على مقتنيات وسيرة الملك فيصل رحمه الله منذ بداية عهده حتى مماته.
وقال الملحق الثقافي بسفارة السعودية في كازاخستان أحمد العرافا: "تميز المعرض بحسن اختيار المادة المعروضة، والتنسيق العالي والتسلسل للأحداث المعرفة لمواقف وخطب ومراحل حكم المغفور له الملك فيصل مع الترجمة المصاحبة لذلك، والكتابات التوضيحية لمقتنيات الملك التاريخية، ثم جاء الختام بصورة فلم قصير عبارة عن مواقف مسجلة من مواقفه رحمه الله تعالى. ولكوني أعيش في كازاخستان أكثر من عشرين سنة، ووثيق الصلة بالجالية العربية، مع الاحتكاك الدائم بأهل هذا البلد، أستطيع أن أؤكد بأن هذا المعرض من أنجح المعارض الثقافية التي أقيمت في كازاخستان من طرف أي دولة عربية".
ودعا العرافا إلى استمرار التواصل الثقافي بين المملكة وبين جمهوريات آسيا الوسطى وذلك لتقوية الروابط الأخوية بين الشعوب، موضحاً أنه رغم شهرة الشخصية النموذجية والقيادة الفذة للملك فيصل لدى شعوب العالم الإسلامي خاصة في أفريقيا وآسيا إلا أن البلاد السوفيتية سابقاً لسبب العزلة عن العالم الإسلامي ربما غابت عنهم بعض المعلومات وهو ما تم توضيحه في هذه الفعاليات الثقافية التي جرت في كل من أستانة وآلماتي.
أما نائب رئيس جامعة نور مبارك في كازاخستان شمس الدين كريم فقال: "أعتقد أن المعرض في مدينة آلماتي عن الملك الرحل فيصل آل سعود كان مفيداً وممتعاً جداً، حيث أن معرفتي بالشخصيات البارزة   من المملكة العربية كانت قليلة، وقد تزودت بمعلومات عن هذا الموضوع وما زلت مهتما به. وقد تيقنت بأن المرحلة الجديدة للسعودية في ذلك الوقت كانت مرتبطة بهذه الشخصية القوية، وأظهرت الوثائق التاريخية وصور المعرض دور الملك فيصل في تأسيس دولة متينة ذات سمعة عالية، وقد عرفت أنه كان قائداً للدولة وصاحب صفات حميدة كالشفقة والكرم والتقوى والأخلاق الكريمة.
يشار إلى أن المعرض تستمر فعالياته على مدار شهر، ويهدف إلى التعريف بشخصية الملك فيصل ويرصد جوانب وصوراً مختلفة من حياته- رحمه الله - وقصة كفاحه ومواقفه في سبيل نهضة بلاده، كما يعرض الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلات الملك الفيصل، ومواقفه السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية، والأفلام الوثائقية ذات القيمة التاريخية التي تستمد أهميتها من تلك الفترة التي عاشها الملك الراحل قائداً قوياً ومظفراً لهذه البلاد في عالم يموج بالاضطرابات العالمية.