نشأة التسامح الديني تجاه الأديان الأجنبية في العصر الإمبراطوري الصيني المتأخر: مراجعةٌ موجَزة من منظور العَلاقة بين الدين والدولة
كانت الفلسفة السياسية الصينية خلال الحقبة الإمبراطورية، والتي اشتملت الكونفوشيوسية كإحدى المدارس الفكرية الرئيسية، تقليدًا مزج بين الأخلاق والسياسة معًا. كان المثقفون البيروقراطيون في الإمبراطورية يطمحون إلى تعزيز طريقة عيش "أخلاقية" موحدة للناس. تغير هذا في أوائل القرن الثامن عشر عندما ازداد أتباع الديانات الإبراهيمية وبلغوا أعداداً كبيرة. وعلى الرغم من أن التسامح تجاه الإسلام والمسيحية لم يكن مفهومًا مقبولًا عالميًا في أواخر العصر الإمبراطوري، وعلى الرغم من أنه لا الدولة ولا المثقفون البيروقراطيون كانوا يهدفون إلى احتضان تنوع الثقافة والقيمة التي تنطوي عليها، إلا إن قبول ممارسة الأديان المختلفة داخل الإمبراطورية كان تغييرًا كبيرًا في الفكر. حتى لو جعل الحكام الصينيون الولاء السياسي شرطا مسبقا لمثل هذا التسامح الديني، إلا أنهم قد نبذوا فكرة "دعوة" أو "تنوير" رعايا الامبراطورية المخالفين عقائديا. تم تحويل فكرة "جعل الناس واحدًا" من كونه مقصد ثقافيّ (أو دينيً) إلى مقصد سياسي، كما يتضح من تحليل الخطابات والسياسات التي نوقشت في هذه الدراسة.