«الوظائف الجيدة والوظائف السيئة»: التوجهات تجاه العمل ومفهوماته وأولوياته في المملكة العربية السعودية
في إحدى المقابلات التي أُجريت مع وليِّ العهد الأمير محمد بن سلمان في 22 أبريل 2021م، بمناسبة الذكرى السنويةِ الخامسةِ لانطلاق رؤية السعودية 2030، تحدَّث حول القضيةِ الخلافية المتعلقة بالتوظيف والبطالة بين المواطنين السعوديين. وفي معرِضِ تسليط وليِّ العهد الضوءَ على الفرق بين "الوظائف الجيدة والوظائف السيئة"، عرّف "الوظيفة الجيدة" بأنها الوظيفة التي تُلبي الاحتياجات الأساسية" وتتيح القدرة على الادخار، وتمنح الفرصة لعيش حياةٍ مثمرة وصحية. إن الوظيفة الجيدة أي الوظيفة المثمرة، تخفف أيضًا من حدّةِ التأثير المهلك لظاهرة نقص العمالة، وهي ظاهرة لم تُوَفَّ حقها من الدراسة، ولا سيما في المملكة العربية السعودية. بيد أنه يوجد اختلاف على مفهوم الوظيفة الجيدة، فعلى سبيل المثال، يشكِّل أثر العمل في الصحة، والحياة الأسرية، والتكامل الاجتماعي اعتباراتٍ إضافيةً للأبعاد الاقتصادية التي حددها وليُّ العهد. هذا بالإضافة إلى أن طبيعة العمل نفسه، ومفهومات الوظائف الجيدة والسيئة تتأثر أيضًا بعوامل اجتماعية سياقية مثل كلٍّ من الخلفية الاجتماعية-الاقتصادية والتعليمية أو إحداهما، والطبقة الاجتماعية، والجنس. لم يَجر حتى الآن سوى عددٍ قليل من الأبحاث حول التوجهات إزاءَ العمل وأولوياته في المملكة العربية السعودية خارج مجال الأعمال والإدارة والدراسات حول إدارة الموارد البشرية. وهكذا، استنادًا إلى الأبحاث النوعية التي أُجريت على المواطنين السعوديين، يتتبع هذا البحث تطور مفهومات العمل في المملكة العربية السعودية، ويُبرِز العوامل التاريخية والثقافية التي تدعَمُ تعريفَيِ الوظائفِ الجيدة والسيئة. ونستخلص إلى أنه من أجل تعزيز التوجهات الإيجابية، ينبغي للتحولاتِ الهيكلية في سوق العمل أن تعتمد على إرثِ المملكةِ المتمثل في المجازفة، وتعزيز ثقافة تقديرِ الفرص والإخفاقات الناجمة عن المشروعات الجديدة.