الخريطة الحزبية الجديدة في تونس
محمد السبيطلي
العدد 2 – 1 نوفمبر 2014م
ملخص:
جاءت نتائج الانتخابات التشريعية التي تمّت في تونس في 26 أكتوبر عام 2014م حسبما كان متوقعاً من حيث التقارب النسبي بين الحزبين الكبيرين الفائزين: نداء تونس، وحركة النهضة. لكن كانت المفاجأة في تراجع أحزاب الديمقراطية الاجتماعية، وبروز رجال الأعمال الذين يطمحون إلى القيام بدور سياسيّ مباشر. والأهم في كلّ ذلك هو التحوّل الكبير الذي طرأ على الخريطة الحزبية في البلاد؛ إذ تأكّد انهيار أحزاب كان لها حضور مهم تحت قبّة المجلس التأسيسي، وكان لها دور في الحكم أو المعارضة في السنوات الأخيرة التي تلت الثورة.تتصدّى هذه الدراسة إلى رسم الخريطة الحزبية الجديدة في ضوء التحولات السياسية التي حدثت في ظلّ حكم الترويكا على وقع استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأحداث الأمنية، وعلى خلفية أزمة سياسية بفعل الاستقطاب الحادّ الذي حدث مباشرةً بعد الثورة. كما تبيّن الدراسة الصدى الذي أحدثته التطورات الإقليمية على مجريات الأحداث وانعكاساتها على التشكّل الحزبي، ومختلف التحالفات السياسية. كما ترصد ظاهرة تأسيس الأحزاب بعد الثورة، وتجيب عن مختلف الأسئلة المتعلّقة بمسار مؤسّسي الأحزاب، وانتماءاتهم الأيديولوجية، والائتلافات الحزبية، والانشقاقات داخل التشكيلات السياسية، الجديد منها والقديم، ومدى تأثير ذلك في أدائها العام، خصوصاً في الانتخابات التشريعية. إلى جانب توضيح عوامل القوة، ومكامن الضعف فيها. وتقدّم الدراسة قراءةً لنتائج الانتخابات، والتحالفات الممكنة في تشكيل الحكومة، والتحدّيات السياسية والاقتصادية والأمنية القائمة أمام حزب نداء تونس الفائز الأول في هذه الاستحقاقات، ومصير أحزاب الترويكا.