أُنشئت دارة آل فيصل في 1432هــ/2011م لتكون المنبع والمزود الرسمي والرئيس لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وذريته كونه جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المملكة العربية السعودية. ولتحقيق هذا الهدف تسعى الدارة إلى جمع كل ما يتعلق بالملك فيصل وذريته سواء كان موثقًا أم مطبوعًا، أم مصورًا أم مرئيًا وسمعيًا، داخل المملكة وخارجها. كما تحتفظ الدارة بكل ما يخص الملك فيصل وذريته من الخطب، والمقابلات والمؤتمرات الصحفية التي صدرت عنهم في مراحل مختلفة من حياتهم طوال مسيرتهم في خدمة الدين والوطن.
وتسعى الدارة لتوفير موادها للباحثين والراغبين في المعرفة عن الملك فيصل - طيب الله ثراه - وذريته والمهتمين في النشر عنها. في 2020م، قدمت الدارة فيديو عن الملك فيصل في مقابلة مع سي بي إس، والتي كانت جزء من فيلم الخطوط الجوية "السعودية" لليوم الوطني سنة 2020م، شارك فيها الملك فيصل رؤيته لمستقبل المملكة العربية السعودية لنصف قرن، أُقيمت في مارس 1975م قبل وفاته بفترة وجيزة.
كما تُسهم الدارة في إنتاج محتوى مرئي وسمعي عن الملك فيصل وذريته، من أحدث أعمالها الفيلم الوثائقي عن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - (1940-2015م)، وزير الخارجية السعودية من سنة 1975م إلى سنة 2015م، سبق عرضه على قناة إم بي سي في سنة 2019م، بمدة عرض تستغرق أربعة ساعات. يسلط الفيلم الضوء على حياة الأمير سعود من خلال مقابلات مع ما يقارب ٤٠ شخصًا ممن عرفوه معرفةً عميقة كأفراد أسرته، وأصدقائه المقربين، وزملائه، ونظرائه الدبلوماسيين منهم جيمس بيكر، وعمرو موسى، ونبيل العربي، وأمين الجميل، وسلام فياض وغيرهم من وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الحاليين والسابقين وأمناء مجلس التعاون الخليجي.
يتكون الفلم الوثائقي من أربعة أجزاء، يركز الجزء الأول على نشأه الأمير سعود، وأخلاقه وشخصيته. بينما يسلط الجزء الثاني الضوء على مرحله شبابه وصولًا لتعيينه وزير الخارجية، من أواخر السبعينات إلى بداية الثمانينات، عند وقوع الأحداث الرئيسة، كالثورة في إيران، والحرب العراقية الإيرانية، وتأسيس مجلس التعاون الخليجي. ويبرز الجزء الثالث الفترة الزمنية من منتصف الثمانينات إلى أوائل القرن الحادي والعشرين كأحداث الحرب الأهلية في لبنان، وحرب الخليج الثانية، وقضايا الفلسطين، وأحداث ١١ سبتمبر. ويناقش الجزء الرابع عدة قضايا، من ضمنها غزو العراق، واغتيال رفيق الحريري، والانتفاضات العربية، وعاصفة الحزم في اليمن.
تُسهِم أيضًا دارة آل فيصل بالتعاون مع دار الفيصل الثقافية بنشر كتب عن الملك فيصل وأسرته، تكمن هذه الإسهامات في مراجعة ما يُقدم للنشر من الكتب لضمان دقة المحتوى والمراجع، من أحدث ما تمت مراجعته كتاب "خطاب الملك فيصل" (نوف العويدي، 2020م) و"سعود الفيصل" (نزار مدني، 2018م).