ليبيا على حافة الهاوية وكيفية استرجاعها


ليبيا على حافة الهاوية وكيفية استرجاعها: خيارات للفاعلين الدوليين

كريستوفر ثورنتن

العدد ٦ – شوال ١٤٣٦هـ – أغسطس ٢٠١٥م

ملخص:

حوّل إطلاق عملية (الكرامة) في مايو عام 2014م صراعاً عسكرياً وسياسياً منخفض المستوى في ليبيا إلى حرب شاملة، وقسم استيلاء حركة (فجر ليبيا) المعارضة على طرابلس ومعظم غرب ليبيا البلاد جزأين مع برلمانين وحكومتين وجيشين مفترضين، وترك العنف الذي تعرّضت له البلاد العام الماضي ليبيا على حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ووفّر فرصة الانتشار للتنظيم الذي يُعرف باسم (داعش)؛ فإذا هوت ليبيا عن الحافة فستكون لذلك عواقب وخيمة على أوروبا والمنطقة؛ فستصبح ليبيا قاعدة انطلاق لشنّ عمليات إرهابية في المستقبل المنظور، وسيصل حجم الهجرة غير الشرعية وغيرها من أشكال التهريب إلى أبعاد لا يمكن تصوّرها.أخفقت جهود المجتمع الدولي لحلّ الأزمة في منع هذا الانهيار، خصوصاً بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. ولم يتضمن نهج البعثة، الداعي إلى حلّ أزمة انقسام مجلس النواب الليبي، وهو البرلمان الليبي المنتخب، مبدئياً إدخال صنّاع قرار أساسيين، وولّد عدم ثقة لدى تحالف (فجر ليبيا). وأخفقت مسوّدات متتالية من الاتفاقات السياسية في التوفيق بين المصالح الأساسية للطرفين، وقُوبلت بمعارضةٍ ما من هذا الطرف وذاك، ولم تشارك الجهات الفاعلة المسلّحة في كلا الجانبين بما فيه الكفاية، وهي حالياً لا ترسّخ نفسها للحل المطروح على الطاولة.كان قرار إنهاء مشروع مسوّدة اتفاق تجري فيها زيادة التعديلات، وحصول توقيع مبدئي في المغرب في الحادي عشر من يوليو 2015م من دون دعم المكوّنات الرئيسة لتحالف (فجر ليبيا)، إستراتيجيةً محفوفةً بالمخاطر مع فرص نجاح محدودة جداً؛ فإذا أخفقت هذه الإستراتيجية، ولم تتمخّض عنها حكومة وفاق وطني شامل، فسيضطر المجتمع الدولي إلى السعي إلى إستراتيجية متعددة الأبعاد على المدى الطويل. ولن تتجنّب هذه الإستراتيجية احتمال وجود اتفاق سياسي رفيع المستوى، لكنها ستحاول تيسير تعاون فوري في القضايا ذات الاهتمام المشترك (مثل: مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية)، والمضيّ قدماً نحو اتفاق شامل تدريجياً، وتوفير (انتصارات) للجانبين معاً على مدى الطريق. وستحاول هذه الإستراتيجية أيضاً تحييد التأثير القويّ للأنصار الإقليميين لكلا المعسكرين، وتسخير المجتمع الدولي بوصفه قوة سلام.