تبادل المعرفة مع اليابان، 2016-2020م


كانت اليابان على مر التاريخ ولاتزال، إحدى أهم الدول للمملكة العربية السعودية، وهي الشريك الإستراتيجي للمملكة تحت رؤية السعودية 2030م. قام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، خلال فترة أهدافه الإستراتيجية للسنوات الخمس (2016-2020م)، بمجموعة متنوعة من المشروعات تهدف إلى تبادل المعرفة مع الجهات الأكاديمية والثقافية والدبلوماسية اليابانية، مما يُسهِم في التفاهم المتبادل بين البلدين.

 

 

الوفد الأول إلى اليابان (يوليو 2016م)

بعد الإعلان عن رؤية السعودية 2030م في أبريل 2016م، زار وفد المركز، برئاسة الأمين العام د. سعود السرحان وبمشاركة الأميرة نورة بنت تركي آل سعود (رئيس وحدة دراسات الطاقة) وفيصل أبوالحسن (رئيس  وحدة الفكر السياسي المعاصر)، اليابان في يوليو. التقى الوفد السيد تسوكاسا أويمورا، المدير العام لمكتب شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية اليابانية، تلاه نقاش مشترك مع المعهد الياباني للشؤون الدولية (JIIA) حول آخِر القضايا في الشرق الأوسط وشرق آسيا. كما ألقت الأميرة نورة آل سعود محاضرة في معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان (IEEJ) حول سياسة الطاقة في المملكة العربية السعودية ورؤية السعودية 2030م.

 

ورشة عمل في الرياض (مايو 2017م)

وبعودة الوفد إلى المملكة، بدأ مركز الملك فيصل بالتحضير لورشة عمل في الرياض بهدف دعوة الباحثين والمفكرين اليابانيين. وانضم د. ماكيو يامادا إلى المركز وساعد في هذا التحضير. أقيمت الورشة في 15 مايو 2017م بعنوان "حوار الباحثين السعوديين اليابانيين نحو 2030م"، والتي جاءت بعد إطلاق الدولتين خطة "رؤية السعودية اليابانية 2030م" المشتركة في مارس. بالتعاون مع صندوق ساساكاوا لدول الشرق الأوسط الإسلامية (SMEIF)، وهو جزء من مؤسسة ساساكاوا للسلام، ركزت هذه الورشة على القضايا الرئيسة مثل تاريخ العلاقات السعودية اليابانية، وتطوراتها المتعددة فيما يتعلق برؤية السعودية 2030م، وتغييرات مكانة المرأة السعودية واليابانية في مجتمعاتهم على مدى العقود الماضية.

بعد الكلمات الافتتاحية التي ألقاها د. سعود السرحان ود. كايوكو تاتسومي، مدير SMEIF، ألقى كلًا من سعادة السيد سيتسو أوموري، القائم بأعمال سفارة اليابان لدى المملكة العربية السعودية، ود. ثريا عبيد، عضو سابق في مجلس الشورى والمدير التنفيذي السابق لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الكلمات الرئيسة. وشارك في الجلسة الأولى من ورشة العمل بعنوان "السياسة الإقليمية والدولية والعلاقات السعودية اليابانية": السيد سعود كابلي (وزارة الخارجية السعودية) والسيد كوجي موتو (مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط). كما شارك في الجلسة الثانية "تمكين المرأة في المملكة العربية السعودية" متحدثان: د. هدى الحليسي (مجلس الشورى) ود. نامي تسوجيغامي (جامعة طوكيو).

 

الوفد الثاني إلى اليابان (سبتمبر 2017م)

في سبتمبر 2017م، زار وفد المركز الثاني طوكيو. برئاسة الأمين العام د. سعود السرحان، وانضم إليه محمد السديري (رئيس وحدة الدراسات الآسيوية)، ود. ماكيو يامادا (رئيس وحدة الاقتصاد السياسي)، وفارس السليمان (باحث) وعثمان المزيد (باحث، طالب دكتوراه في جامعة كيئو باليابان). إضافة إلى ذلك، شاركت في الوفد د. ناهد باشطح، رئيسة تحرير صحيفة أنحاء الإلكترونية وكاتبة العمود في جريدة الجزيرة. كما أقام الوفد أيضًا ورشة عمل مع SMEIF في مؤسسة ساساكاوا للسلام وورشة عمل أخرى مع مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة طوكيو.

في 5 سبتمبر، زار الوفد مقر مؤسسة ساساكاوا للسلام، وكان في استقباله السيد نوبو تاناكا، رئيس المؤسسة، ود. كايوكو تاتسومي، مدير SMEIF. بعد الاجتماع، ألقت د. ناهد باشطح محاضرة بعنوان "المرأة في المملكة العربية السعودية: الفرص والمهام والتمثيل في وسائل الإعلام الأجنبية"، حضرها صحفيون وممارسون وباحثون وطلبة يابانيون. كانت للقضية أهمية إخبارية واُستقبلت باهتمام - فبعد ثلاثة أسابيع فقط من هذه الورشة، في 26 سبتمبر 2017م، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة (تم تنفيذه في يونيو 2018م). كما أجرت صحيفة ماينيتشي شيمبون اليابانية مقابلة مع د. باشطح، بعد نقاشها ذاك.

 

وفي 6 سبتمبر، أقيمت ورشة العمل الأكاديمية بعنوان "انتشار الإسلام في اليابان في أوائل القرن العشرين" في جامعة طوكيو. بعد الكلمات الافتتاحية التي ألقاها د. نامي تسوجيغامي (جامعة طوكيو)، قدم البروفيسور أكيرا أوسوكي (جامعة اليابان للمرأة) عرضًا بعنوان "ترجمة القرآن إلى اللغة اليابانية: دراسة عن أوكاوا شومي (1886-1957م)" ذكر فيه حياة وأعمال أوكاوا، وهو ناشط سياسي آسيوي ترجم القرآن الكريم إلى اليابانية لأول مرة. ثم بدأ د. سعود السرحان نقاشًا حول عبد الرشيد إبراهيم، ناشط سياسي إسلامي من التتار والإمام الأول لجامع طوكيو، بعرضه "عبد الرشيد إبراهيم في الحجاز" الذي تناول تجربة إبراهيم في المدينة المنورة في مرحلة مبكرة من حياته.

وتلاه عرض البروفيسور هيساو كوماتسو (جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية / الأستاذ الفخري في جامعة طوكيو) حول حياة إبراهيم بعنوان "عبد الرشيد إبراهيم والإمبراطوريات: العثمانية والروسية واليابانية" الذي قدم تحليلًا شاملًا لمحاولات وأنشطة إبراهيم السياسية. أخيرًا، طرح محمد السديري موضوعًا ثالثًا للمناقشة بعنوان "إمبراطور اليابان بوصفه خليفةً شرقيًّا: نظرة سريعة للكتابات العربية عن اليابان والمسلمين الصينيين في مطلع القرن" الذي ناقش فهم المسلمين حول اليابان في علاقتها مع المسلمين الصينيين. وألقى الكلمات الختامية د. ماكيو يامادا.

 

تعاون متحف الفيصل مع مؤسسة موتوكو كاتاكورا (2017م-)

قاد الوفد الثاني المشار إليه أعلاه المركز إلى فرصةٍ ثمينةٍ أخرى لتبادل المعرفة مع الجهات اليابانية، وكان المجال ثقافيًا في هذه الزيارات. في ديسمبر 2017م، دعت مؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء فريدة الحسيني، مديرة متحف الفيصل، للمشاركة في مؤتمر في يوكوهاما حول التراث الثقافي في شبه الجزيرة العربية، حيث قدمت الحسيني عرضًا عن جهود مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومتحف الفيصل للحفاظ على تراث المملكة وتعزيزه. وفي مايو 2018م، وقع مركز الملك فيصل اتفاقية تعاون رسمي مع مؤسسة موتوكو كاتاكورا عند زيارة وفد المؤسسة إلى الرياض. وفي سبتمبر 2019م، استقبل مركز الملك فيصل وفدًا آخر من المؤسسة.

 

الوفد الثالث إلى اليابان (مايو 2019م)

زار وفد المركز الثالث اليابان في مايو 2019م. أرسل رئيس إدارة البحوث د. عبد الله آل سعود نيابةً عنه شهد تركستاني للمشاركة في قمة T20 (Think20) في طوكيو. وانضم إلى الوفد د. ماكيو يامادا. مجموعة T20 هي إحدى المجموعات المشاركة لمجموعة العشرين وهي شبكة من معاهد بحثية من دول مجموعة العشرين. في عام 2019م، استضافتها اليابان إلى جانب مجموعة العشرين، حيث لعب المعهد الياباني للشؤون الدولية (JIIA)، ومعهد بنك التنمية الآسيوي (ADBI)، ومعهد الشؤون النقدية الدولية (IIMA) أدوارًا تنظيمية رئيسة. بعد انتهاء القمة، قام الوفد أيضًا بزيارةٍ غير رسمية للبروفيسور أكيو تاكاهارا، عميد كلية الدراسات العليا للسياسة العامة بجامعة طوكيو. 

 

تبادل مجموعة الفكر T20 (2020م)

بعد زيارة الوفد المذكور آنفًا، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مركز الملك فيصل بتوالي تنظيم مجموعة الفكر(T20) في المملكة العربية السعودية في العام التالي بالتعاون مع مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، باستضافة المملكة مجموعة العشرين G20 لأول مرة في عام 2020م. رحب المركزان بممثلي عدد من المعاهد البحثية اليابانية في أحداث T20 في المملكة العربية السعودية عام 2020م، شخصيًا (في الاجتماع الاستهلالي في الرياض في يناير) و عبر الإنترنت (في ورش عمل فرقة العمل، والمؤتمر الافتراضي "توصيات السياسة العامة لعالَم ما بعد جائحة كوفيد-19"، وموسم القمة، والقمة الافتراضية في 31 أكتوبر و 1 نوفمبر سنة ٢٠٢٠م بعد تفشي الجائحة عالميًا).

 

محاضرات عامة مشتركة مع سفارة اليابان

ومن الركائز الرئيسة الأخرى لتبادل المعرفة، المحاضرات العامة التي ألقاها باحثون يابانيون والتي قدمتها سفارة اليابان في الرياض واستضافها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. في نوفمبر 2016م، ألقى د. كين جينبو، الأستاذ المشارك في جامعة كيئو، محاضرة في المركز بعنوان "ديناميكية الأمان الجديدة في شرق آسيا: توسيع الأجندة الإستراتيجية لليابان". تبعت ذلك محاضرة أخرى في أغسطس 2018م ألقاها البروفيسور كاورو إيوكيبي من جامعة طوكيو، بعنوان "الذكرى المئة والخمسون لإصلاحات حقبة ميجي: نظرة على التطور الحداثي لليابان في القرنين التاسع عشر والعشرين". اجتذبت كلتا المحاضرتين العامتين أعدادًا كبيرة من المهتمين بالعلاقات الدولية لليابان وتاريخها الحديث.

 

الإصدارات البحثية المتعلقة باليابان

عن سياسات اليابان في مجال الطاقة وعلاقاتها الدولية

لطيفة عبدالله آل سعود، "نشر قوات الدفاع الذاتي اليابانية في الشرق الأوسط: رد الفعل والتطمين"، تعليقات، أبريل 2020م.

حبيب البدوي، "اليابان ودبلوماسية القوة الناعمة: إستراتيجية المحيطين الهندي – الهادئ، منطقة حرة ومفتوحة"، دراسات، أكتوبر 2018م.

شهد تركستاني وآخرون، "عملية صنع السياسة لإعادة تشغيل محطات الطاقة النووية اليابانية"، ورقة نقاش كابسارك، ديسمبر 2018م (بالتعاون مع مركز الملك عبدالله للدراسات و البحوث البترولية).

عن العلاقات السعودية اليابانية

ماكيو يامادا، "زيارة الملك سلمان إلى طوكيو: البحث عن مفاهيم جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين"، تعليقات، مايو 2017م.

ماكيو يامادا، "تقرير عن رؤية المملكة (2030) والتحول في العلاقات الاقتصادية بين السعودية واليابان"، تقرير خاص، يناير 2017م.

عن الأعمال اليابانية

عثمان المزيد، "الإدارة اليابانية بمنظور مختلف: مقدمة للمفاهيم الأساسية"، تقرير خاص، سبتمبر 2018م.

عثمان علي المزيد، "أسباب استمرارية الشركات اليابانية المعُمَّرة"، تقرير خاص، ديسمبر 2017م.

عن تجربة اليابان في تطوير سياسات السياحة

مها عبدالرحمن فلاته، بناء سياحة قائمة على المعرفة: توثيق معرفة القوى العاملة في المجال السياحي بالمنطقة المحلية من أجل تعزيز القدرة التنافسية وتسهيل التدريب، تعليقات، أكتوبر 2020م.

مها عبدالرحمن فلاته، استراحات الطرق: الفرص الخفية للسياحة الداخلية والاقتصاد المحلي في المملكة العربية السعودية، تعليقات، يونيو 2020م.

مها عبدالرحمن فلاته وماكيو يامادا، إثراء سياحة الطهي: إمكانية استخدام المسابقات القائمة على المناطق (ABC) لتطوير المنتجات الغذائية المحلية، تعليقات، يناير 2020م.

مها عبدالرحمن فلاته وماكيو يامادا، ربط الانفتاح السياحي بتطوير المنتجات المحلية لخلق فرص عمل مستدامة تجربة حركة «قرية واحدة منتج واحد» في اليابان، تعليقات، نوفمبر 2019م.

عن تجربة اليابان في تطوير سياسات التعليم والتوظيف

ماكيو يامادا، "صقل مهارة الشباب: تجربة اليابان في "التدريب المشترك" للشركات الصغيرة والمتوسطة"، تعليقات، أكتوبر 2018م.

ماكيو يامادا، "كيف حققت اليابان نسبة بطالة 1%؟: تمهيد التحول من التعليم إلى العمل"، دراسات، ديسمبر 2017م.