الأوراق البحثية

شهدت إفريقيا في الأيام الماضية أحداثا مهمة عدة؛ لعل أبرزها الانتخابات التشريعية في السنغال، والرئاسية في كينيا، والاستفتاء على الدستور الجديد في تونس، علاوة على الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي... ولنتائج الانتخابات التشريعية في السنغال دلالات سياسية بالغة الأهمية، ليس للسنغال فقط، ولكن لمنطقة غربي إفريقيا كلها؛ وتتمثل في صعود المعارضة بصورة تعزز الانطباع الأولي، والمتمثل في تراجع نفوذ النخب السياسية التقليدية، ذات الولاء لفرنسا، وتعاظم شعبية جيل جديد من المعارضين، الذين يوصفون بذوي «التوجه الإفريقي التحرري»، والذي بدوره يعبر عن موجة «تحررية» جديدة لدى الأجيال الشابة في غربي إفريقيا، عبر اقتحام ساحة الفعل السياسي، لوجوه مدنية وعسكرية، تمثل، أو تعمل على إحداث قطيعة مع المرحلة السابقة، بما فيها من نخب وعلاقات دولية، ترمز لاستمرار نمط معين، في مجال التنمية والبناء الوطني، وتقدّر أنه فشل لم
إقرأ المزيد

يتناول هذا العدد الجديد من «متابعات إفريقية»، مجموعة مهمة ومتنوعة من الملفات الإفريقية، لعل أبرزها ما يتعلق بمنطقة القرن الإفريقي؛ فانتخاب رئيس جديد للصومال، وتعيين وزير أول مكلف بتشكيل الحكومة، وزيارات خارجية للرئيس، تشمل كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتركيا، وإريتريا، وكينيا، وجيبوتي ومصر، توحي بتوجهات دبلوماسية وسياسية، مختلفة عما كان سائدا في الصومال، في ظل رئاسة فرماجو، خصوصا مع
تأخير زيارته إلى أديس أبابا. هذا الى جانب عودة الاهتمام الأمريكي بالصومال. في المقابل، يظل الوضع في السودان متأزما، ودون أفق واضح للخروج من النفق الذي دخلته البلاد، منذ العام ٢٠١٩م، والإطاحة بالرئيس عمر البشير. لكن سجلت الفترة القريبة الماضية بعض التقارب، بين كل من إثيوبيا والسودان، على إثر المواجهات الجزئية التي حدثت، على مستوى منطقة الفشقة؛ تقارب جسده اللقاء بين البرهان وآبي أحمد، لكن لا تلو
إقرأ المزيد

رقم: 16
المؤلف: د. توماسو بريفياتو
ما من دينٍ إلا يبحث عن إجاباتٍ لمسائل الحياة والموت، أو يتحدث عن حياةٍ أخرى، بعد فناء الجسد. وتمَسُّ أديان العالم هذه المسائلَ بطرقٍ متباينة؛ فتمثل مصدرا للسلوك الأخلاقي، الذي يحكم عَلاقات الناس فيما بينهم وبين بعض، وبينهم وبين الإله. وفي الغالب، نجد الموتَ موصوفا، بأنه أمر يكافح المرء للتصالح معه، في كفاح يرتبط - في الغالب - بمشاعر الحزن، والخوف، واليأس. لكن - أحيانا - يُمدح الموت، بوصفه قطيعةً مُبهجةً ووَجديّةً، مع العلائق الدُّنيوية، أو فرصةً لخلاص النفس. وهنا يكون الموت أكثرَ من مجرد انحلالٍ للجسد، وربما يصبح محاولةً صوفية، لارتقاء الروح، والتوحد مع الإله. وفي أقصى الصور تطرفا، يرتقي الموت بالاستشهاد، وهو فعل استسلام، وإخلاص ديني، يعجِّل من سيرورة تمثُّل الوجد. وتبحث هذه الورقة في روايات الاستشهاد الواردة في سِيَر الأولياء الصالحين، لدى الطريقة الجهرية النقشبندية، وترجمة ما ديشِن: Ma Dexin (المعروف أيضا: بعبد ا

يتجه العديد من الكتاب والمحللين، إلى محاولة تقدير المضار التي قد تلحق بالقارة الإفريقية، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. وبالتأكيد سيكون لها انعكاسات سلبية، وستعاني العديد من الدول من تبعات هذه الحرب؛ لكن ذلك قد يُخفي عن المتابع، أن لهذه الحرب عوائد إيجابية على بعض الدول، وفي بعض القطاعات.
كما قد تزداد الأهمية الإستراتيجية للقارة الإفريقية، في سياق محاولة روسيا والصين إعادة صياغة، وإعادة بناء نظام عالمي جديد.
ولعل من بين أهم أوراق هذا العدد، تلك التي تناولت أهمية الغاز الإفريقي، في سدّ احتياجات أوروبا من المحروقات، على إثر استغنائها عن الغاز الروسي. وقد تكون أوروبا في حاجة ماسة اليوم للغاز والنفط والفحم الإفريقي، وهذا الأمر سوف يطرح تساؤلات مثل: حالة البنية التحتية الموجودة، ومدى قدرتها على الاستجابة للطلب الأوروبي. وكذلك وضع الاستثمارات في هذا القطاع، وأيُّ الشركات الغربية التي قد تست
إقرأ المزيد

تتردد كثيرًا في الوقت الحاضر عبارةٌ على لسان سياسيين ومتخصصين وإعلاميين، مفادها أن فرنسا–عقب صدور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة – أصبح يتعذر حكمها (Ungovernable)؛ ذلك أن هذا الاستحقاق الانتخابي، الذي دارت الجولة الثانية منه يوم الأحد 19 يونيو/ حزيران، لم يسفر عن أغلبية برلمانية يمكنها تشكيل حكومة، وتنال ثقة المجلس الوطني، على الرغم من وجود أكثرية نالها تحالف «معًا»، الذي تجمع حول حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أطلق عليه «حزب النهضة»، بعد أن كان يُسمى حزب «الجمهورية إلى الأمام»؛ إذا يمكن القول؛ أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وضعت فرنسا أمام أزمة حُكم أكيدة، وهو أمر أكدته كل الأطراف السياسية الفرنسية، بمن فيها رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون نفسه؛ وهنا يبرز السؤال: كيف ستواجه الطبقة السياسية الفرنسية هذه الأزمة؟ وما الحلول الممكنة والمتوقعة للخروج منها؟
إقرأ المزيد

عند انتخاب جوكو «جوكوي» ويدودو، المالك - سابقا - لأحد متاجر الأثاث، وعمدةِ مدينة سوراكارتا الصغيرة، رئيسا سابعا لجمهورية إندونيسيا، ذهب العديدُ من المراقبين إلى الاعتقاد، أن فترةَ رئاسته لن تشهد إنجازاتٍ كبيرةً في السياسية الخارجية للبلاد، بسبب خبرته المحدودة بالشؤون الخارجية. بَيْدَ أنه بالرغم من هذه الافتراضات، فقد نجح ويدودو في تعزيز عَلاقة إندونيسيا بسائرِ الشركاء في الشرق الأوسط، ومن بينهم المملكة العربية السعودية. ومن ثَم توطَّدت العَلاقات خلالَ العقد الماضي بين جاكرتا والرياض، وأصبحت أكثر تعدُّدا في جوانبها. بالإضافةِ إلى توسيع نطاق التعاون في المجالَينِ: الدبلوماسي والطاقة، ليشملَ - أيضا - المجالَينِ: الأمني والثقافي.
يقدِّم هذا التقرير تحليلا عامّا للعَلاقة بين إندونيسيا، والمملكة العربية السعودية، في ظلِّ إدارة ويدودو، وينقسمُ إلى ثلاثةِ أجزاء: يستعرض الجزءُ الأول التطو
إقرأ المزيد